أمي أول الأوطان وآخر المنافي !!! مقال للكاتبة د. نيرمين البورنو في الذكرى العالمية لعيد الأم، تناولت فيه حصار الذكريات المؤلمة للأم العربية، وتكريم الإسلام للأم
أمي أول الأوطان وآخر المنافي !!!
د. نيرمين ماجد البورنو
يحتفل العالم في كلّ عام في يوم الأم “عيد الأم” ؛
وذلك لما تقدّمه الأم وتضحي به من أجل أبنائها وعائلتها ؛
فهي العطاء بلا مقابل وهي الحضن والملاذ بلا استئذان
والطمأنينة اذا انعدم الأمن والأمان ,
وهي الحياة اذا انعدمت مقوماتها وشمعة الكون ؛
وهى المسكن في البرد والبلسم في الوجع والمشفى في المرض والمطعم في الجوع والمنبه لو نمت ,
وهي السند الذي تنام به مرتاح مطمئن والرحمة والنبراس الذي لا ينفك ولا يفتر , وهي الوطن الصغير الذي نحبه ونفتخر به ؛
وهي الحب الذي لا يحكي ولا يكتب ولا يوصف ,
وهى نبع الحنان والعطف والأمان لكل من حولها ,
فمن يري أمه كل صباح فلا يحق له ابدا أن يتحدث عن الحزن ؛
وهي صانعة الأجيال فلقد وصفها جبران بكتاباته وأشعاره حين قال أن هناك أجمل ثلاث نساء في العالم الام وظلها وانعكاس مراتها؛
وقد ذكرها الشاعر الكبير أحمد شوقي حينما قال:
“الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق”،
ويدلّ هذا البيت على أنّ الأم هي الأساس في تكوين الشعوب العريقة.
حصار الذكريات المؤلمة
في الوقت الذي يحتفل فيه كثيرون بعيد الأم ,
تعيش الاف الامهات في العالم العربي في دول مختلفة محاصرات بذكريات مؤلمة ومريرة
ومشاهد لجثامين الابناء والازواج لا تفارق مخيلاتهن فلا شيء يضيفه العيد لهن سوى ألم فوق الألم ,
فهناك من فقدت أمها ولم يعد لعيدها طعما أو معنى ؛
فهل أصبح 21 من شهر آذار ذكرى مؤلمة لكثير من الأمهات
بعد أن كان مناسبة عيد وفرح تجمع الأم بأولادها فتقر عينها برؤيتهم أمامها سالمين !!!
وهناك من الأبناء يعتبر عيد الأم يوما حزينا لان الموت خطف أمهاتهم وحرمهم من حنانها
وخاصة الاطفال منهم الذين لا يزالون بحاجة الى رعاية وحنان واهتمام
حيث توقظ هذه المناسبة في نفوسهم ذكريات مؤلمة
ويشعرون بالحرمان من العيش بجو اسري سعيد فغياب الام يشكل فراغ
ويترك في النفس اسي عميقا قد لا تمحوه الايام لان الله سبحانه وتعالي أرسلها ليفيض قلبها على أبنائها بالأمن والسعادة والسلام ؛
فمن فقد أمه فقد أبويه؛ فتحية لكل أم شهيد وبطل؛ ولكل أم صبرت على فراق ابنها ولكل أم استودعت روح أعز ما تملك في الدنيا..
ولكل أم أخرجت بطلاً وثائر حق لبلاده ومستقبل وطنه؛
كل عام وأنتن أكثر عزمًا وأجمل صبرًا, فلقد حازت المرأة العربية على كل الألقاب ؛
فكانت أم الشهيد وأم المعتقل وأم المهجر وأم المغترب وأم اليتم.
تكريم الإسلام للأم
وللأم دور مهم وعظيم في الحياة فلقد تم تكريمها وإعطاؤها مكانة عالية وعظيمة منذ فجر الانسانية ؛
ولقد حصلت الأم على تكريم خاص في الدين الإسلامي،
فجعل لها مراتب عالية ومرتفعة عن غيرها من البشر, للأهمية الكبيرة للأم جعل الله سبحانه وتعالى رضاها وطاعتها مقترناً بطاعة ورضا الله سبحانه وتعالى ؛
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
“جاء رجلٌ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم-
فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟
قال: أمّك، قال: ثمّ من؟
قال: أمّك، قال: ثمّ من؟
قال: أمّك، قال: ثمّ من؟
قال: أبوك .
فعندما تلد طفلها تتوجّع كثيراً، ويكون هذا الوجع بمقدار تكسر خمسٍ وعشرين عظمة من جسم الإنسان؛
فلا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم،
ولا وردة أجمل من ثغرها ؛ فهي أجمل كتاب ممكن أن تقرأه في حياتك ؛
وعلى ركبتي الأم ينشأ أبناء الوطن ؛
فكل عام وجميع الأمهات بألف خير.
Be the first to comment on "أمي أول الأوطان وآخر المنافي !!!"