Site icon حديقة المقالات

من الآداب الشرعية : تعمد الغفلة مع إدراكك لما يُتَغافل عنه

من الآداب الشرعية : تعمد الغفلة مع إدراكك لما يُتَغافل عنه، والرأي المأثور في قول (ما ترك الأول للآخر شيئا) . خاطرتان أدبية للشيخ #إلياس_الرشيد_اليوسفي

من الآداب الشرعية : تعمد الغفلة

من الأدب الرفيع والخلق الشريف تعمد الغفلة مع إدراكك لما يُتَغافل عنه؛ تكّرماً وتجاوزاً عن المُسيء وترفعاً عن الدنيء.

قال الإمام أحمد: “تسعة أعشار حُسن الخلق في التغافل”

وقال الحسن البصري: “ما استقصى كريم قط، قال الله تعالى: {عرّف بعضه وأعرض عن بعض}” (القرطبي)

– فبها يُحمد الإنسان ويُمدح:

“وتغاضى عـن أمورٍ إنـه .::. لم يـفُزْ بالحمدِ إلا من غَفَلْ”

– وبها يُصبح سيّدا في قومه:

“من كان يرجو أن يسود عشيرة .::. فعليه بالتّقوى ولين الجانب”

“ويغض طرفا عن إساءة من أساء .::. ويحلم عند جهل الصاحب”

– فالغفلة مذمومة والتغافل ممدوح:

“تغافَل ولا تغفل فما ساد غافل .::. وكن فطناً مستيقظاً متغافلا”

ومن تتبع أفعال الناس وطبائعهم واستقصى عثراتهم نفروا منه، وكل متغافل محبوب
“أُحبُّ من الإخوان كلّ مُواتي .::. وكل #غضيض_الطرف عن عثراتي”

بعض صور التغافل:

– قال عطاء بن أبي رباح: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد. (تاريخ دمشق)

-قال أبو علي الدقاق: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت،

فقال حاتم: ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. (مدارج السالكين)

#الآداب_الشرعية

ما ترك الأول للآخر شيئا !؟

– يقول المبرِّدُ (ت285هـ) في “الكامل”:

( ليس لقِدَم العَهْدِ يُفَضَّلُ القائِلُ، ولا لحِدْثانِه يُهتَضَمُ المُصيبُ، ولكنْ يعطَى كُلٌّ ما يستحقُّ. )
.
– قال الجاحظ: (ت 255هـ) :

( إذا سمعتَ الرجلَ يقول: ما ترك الأوَّلُ للآخِر شيئاً، فاعلمْ أنه لا يريدُ أن يُفلِح. ) *معجم الأدباء*
.
– يقول الإمام ابن مالك (ت672هـ) في مقدّمة كتابه “التسهيل”:

( وإذا كانت العلومُ مِنَحاً إلهية، ومواهبَ اختصاصيةً فغيرُ مستبعَدٍ أن يُدَّخَر لبعض المتأخِّرين ما عسُرَ على كثيرٍ من المتقدِّمين، أعاذنا الله من حسدٍ يسدُّ بابَ الإنصاف ويصدُّ عن جميل الأوصاف. )
.
– علق المرتضى الزَّبيديُّ (ت 1205هـ) على كلام ابن مالك قائلاً:

“والمعنى أن تَقدُّم الزمان وتأخُّرَه ليست له فضيلةٌ في نفسه؛ لأن الأزمانَ كلَّها متساويةٌ، وإنما المعتَبر الرجالُ الموجودون في تلك الأزمان،

فالمصيبُ في رأيه ونقلِه ونقدِه لا يضرُّه تأخُّرُ زمانِه الذي أظهره اللهُ فيه،

والمخطئ الفاسدُ الرأيِ الفاسدُ الفهمِ لا ينفعه تقدُّم زمانِه،

وإنما المُعاصرة كما قيل: حِجابٌ والتقليد المَحْضُ وبالٌ على صاحبه وعذاب. أنشدنا شيخنا الأديب عبد الله بن سلامة المؤذن:
.
قُلْ لمَن لا يرى المُعاصِرَ شيئاً :: ويرى للأوائل التَّقْديما

إنَّ ذاك القديمَ كانَ حديثاً :: وسَيُسمَّى هذا الحديثُ قَديما

نهاية المقال المختار بعنوان : من الآداب الشرعية

ذكر المحبوب هل يكون فيه الشفاء ؟

المكتبة العربية الكبرى

Exit mobile version