قد نعيش هذه الحياة ويتملكنا الشعور بالخوف في كل خطوة نخطوها ، وقد تنقضي الحياة ولا نستطيع الوصول إلى مبعث هذا الخوف..
فقد يتملكنا الخوف من الناس أو من أماكن العمل أو من فقد الوظيفة أو عدم القدرة على الوفاء باحتياجات أسرتنا ، أو عدم القدرة على مواصلة سباق المنافسة حينما تشتد وطئتها مع المنافسين في نطاق العمل ،أو الخوف من أننا لسنا كافيين لمن نحب ،
فهذا الخوف بلا شك سيترك أثاراً بالغة التعقيد على شخصيتنا ، حينما نتقبل الحياة راكدة مضطربة ونستسلم لها على صورتها هذه ،
وحينما نحاول أن نهرب من مسئولياتنا ، واهمين بأن ذلك من شأنه درء المخاطر والمشاكل عنا، ولا ندري أن ذلك يجلب الكوارث والنوائب ،
فتخلينا عن طموحاتنا لاعتقادنا بأن الوصول إليها يتجاوز قدراتنا من شأنه أن يثبط عزائمنا، ويحطم معنوياتنا ويزرع الجزع في نفوسنا، ويكبت حاجاتنا الأساسية في أن تكون كلمتنا ذات قيمة وأثر ،
فإذا كان لرياح اليأس قوة لا يمكن وصفها فلجبال الأمل صلابة لا مثيل لها، فالحياة بهذه الطريقة تتعارض مع فطرة البشر ،
لذا يقول إرنست همنغواي أنه لحماقة أن يسيطر اليأس علينا، فاليأس في حد ذاته خطيئة ، لذا سرعان ما نقاوم هذه الحياة بداخلنا فننزع إلى التحرر ونبدأ رحلة البحث في ذاتنا في ظل الحيرة التي تغرقنا والتشوش الذي يحصرنا ، للبحث عن القوة والطاقة التي تكمن بداخلنا لتخلصنا من الضعف والتشكك الذي يؤرق وينغص حياتنا ،
فنكتشف أن عقولنا هي القوة الحقيقية القادرة على أن تحررنا من كل القيود ، وأن عقولنا لا حدود لقدرتها ، وأنه ما من قيود يمكن أن تحد من قدرة عقولنا ،
ومن ثم ندرك أنه لابد أن نتبنى إستراتيجية جديد تكون فعالة وناجحة وتتخطى الأفكار الشائعة بين الناس ، وتعزز قوة إرادتنا ، وأنه لابد من منهجية جديدة في التعامل مع الآخرين ، ولابد من بدائل للتحرر من هذا الخوف الذي أسرنا ،
فتتعدد البدائل ولكن قد يكون من أهمها تبني دور ” أوليس ” في أسطورة أوديسيوس الإغريقية، والتي تحكي بأن “أوليس” قاوم إغراء حوريات البحر اللائي كن ينشدن أغاني ساحرة بهدف جذبه مع رجاله وحبسهم بجوارهن مدى الحياة،
لكن أوليس تحايل على الأمر بوضع الشمع على آذان البحارة، وربط جسده إلى سارية السفينة حتى يستطيع سماع الحوريات دون الذهاب إليهن، وإكمال رحلته ” ،
فهذه الأسطورة تعلمنا ضرورة تمتعنا بالإرادة القوية للتغلب على الأزمات فوجود الأزمة لا يعني الانفصال عن الآخرين باعتبار أن التواصل والاتصال المبني على رؤية واضحة هو مفتاح التغلغل إلى عقولهم ومن ثم تحديد الطريق الصائب للخلاص من الأزمة ..
ولكننا وحين نعتزم تغيير طريقتنا في الحياة لنكون أكثر فاعلية ونشرع للتواصل مع المحيطين بنا، كأطفالنا أو جيراننا أو زملائنا في العمل ، قد نصاب بخيبة الأمل حينما نفاجأ بأنهم لا يستجيبون لنا ،
والحقيقة أننا نسينا أنهم وحينما كانوا يتحدثون إلينا لم نكن نصغي إليهم وكنا منشغلين بإعداد الرد عليهم ، فلم نكن ندرك أن شعورهم بتأثرنا بهم سيشعرهم بتفهمنا لهم ، لذا سنجد حين نغير نظرتنا للمستقبل الكثير من التحديات و الاحتياجات ،
ولعل أفضل طريقة للتعامل مع هذه التحديات والاحتياجات ، التعامل معها من خلال مبدأ المصالحة ومن خلال ترتيب الأولويات ،
إذ يجب أن نسأل أنفسنا دائما السؤال الذي طرحه ” استيفن آر كوفي” ” كم واحد ممن يرقدون على فراش الموت يتمنون لو أنهم أمضوا مزيداً من الوقت في العمل ، أو جلسوا فترة أطول أمام التلفاز ،
الإجابة : لا أحد لأنهم حينها يفكروا فيمن يحبون وفي عائلاتهم و أولئك الذين أخلصوا لهم”.
Be the first to comment on "عودة الأمل"