عبارات هكذا علمتني الحياة .. تغريدات هكذا علمتني الحياة ١٦ ، مجموعة تغريدات من كلام الدكتور #مصطفى_السباعي حول كرامة المرأة ، هل يحترم الغرب المرأة ، أثرياء الجنس وأثرياء الحرب وغيرها
القسم السادس عشر
بابا الخلود
للخلود بابان: باب أمامي يدخل منه العظماء من هداة الإنسانية، وباب خلفي يدخل منه الأشقياء من أعداء الشعوب،
ومفتاح الباب الأمامي أكرم من الذهب، ومفتاح الباب الخلفي شواظ من لهب، والأوَّلون يخلدون بترحُّم الناس عليهم، والآخرون يخلدون بلعنة الناس لهم.
حوار مع السعادة
قيل للسعادة: أين تسكنين؟
قالت: في قلوب الراضين.
قيل: فبمَ تتغذين؟
قالت: من قوة إيمانهم.
قيل: فبمَ تدومين؟
قالت: بحسن تدبيرهم.
قيل: فبمَ تستجلبين؟
قالت: أن تعلم النفس أن لن يصيبها إلا ما كتب الله لها.
قيل: فبمَ ترحلين؟
قالت: بالطمع بعد القناعة، وبالحرص بعد السماحة، وبالهم بعد السرور، وبالشك بعد اليقين.
قد يخطئ النظر
قد يكون أكثر الأشياء ثباتاً في النظر أكثرها اضطراباً في الواقع.
إنما يعرف الشيء بضده
بالحرِّ والبرد نعرف فضل الرطوبة والدفء، وبالظلم والعجز نعرف فضل العدل والحزم، وبالأولاد نعرف ما لاقاه آباؤنا في سيبلنا، وبالمرض وبالشيخوخة نعرف فضل الصحة والشباب، ولكن هل ترد العبرة ما فات؟. وهل ترد الحسرة أيام المسرات:
ليت وهل ينفع شيئاً ليت
ليت شباباً بوع فاشتريت
آباؤنا في سيبلنا، وبالمرض وبالشيخوخة نعرف فضل الصحة والشباب، ولكن هل ترد العبرة ما فات؟. وهل ترد الحسرة أيام المسرات:
ليت وهل ينفع شيئاً ليت ليت شباباً بوع فاشتريت
الحق والهوى
الحق يستعصي على الهوى، فمن ملكه الحق ملك القدرة على أهوائه ورغباته، والباطل ينقاد للهوى،
فمن ملكه الباطل غذا أذل الناس لأهوائه ورغباته، وبالإيمان يتميز الحق من الباطل،
وبتوفيق الله تعرف رغبات الخير من رغبات السوء، وما لبَّس الشيطان على كثير من المتديِّنين رغبات السوء، على أنها رغبات الخير، إلا لأنهم حرموا نعمة التوفيق، فأسأل الله ألا يحرمك منها.
أدب الجنس بين الأمم القوية والأمم الضعيفة
في الأمة المنحلَّة يروج أدب الجنس، ويثري له أدباؤه، وفي الأمم القوية، يروج أدب النفس، ويخلد فيه أدباؤه، والفرق بين العظيم والحقير تفضيل الخلود على الثراء.
أثرياء الجنس وأثرياء الحرب
أثرياء الجنس شرٌّ من أثرياء الحرب بالاحتكارات والأزمات. فلماذا تصب النقمة على هؤلاء، بينما تسلَّط الأضواء على أولئك في الصحف والمجلات؟..
أليس ذلك دليلاً على أن الذين اغتصبوا سلطة توجيه الفكر في بلادنا قوم ظالمون، أو جاهلون مخربون.
يفتعلون الأزمات الجنسية
الذين يفتعلون الأزمات الجنسية بإثارتها في أدبهم، ثم يزعمون أنهم مضطرون للكتابة في أدب الجنس إرضاء لرغبات الشباب والفتيات، وحلاًّ لمشكلاتهم،
هم أشد خطراً على الإنسانية ممن يفتعلون الأزمات الحربية ثم يزعمون أنهم إنما يتسلحون للدفاع لا للهجوم، فلماذا نلعن هؤلاء، ونسكت عن أولئلك؟.
لماذا نصف هؤلاء بالمجرمين، ونصف أولئك بالأدباء التقدميين؟
أخطار تقاليدنا السيئة في الزواج
مما يروج أدب الجنس، عدم تيسير الزواج للفتيان والفتيات، بهذه التقاليد السيئة التي جعلت الزواج عبئاً ماليًّا، لا ينهض بحمله إلا الأغنياء، مع أن شرائع الله تجعل الزواج عملاً سهلاً يستطيعه الأغنياء والفقراء.
أين جمعياتنا النسائية
لو أن جمعياتنا النسائية قامت بحملات متواصلة على تقاليد الزواج، لقدمت للمجتمع وللمرأة بصورة خاصة أجلَّ خدمة ترفع من شأن الأمة، وتقي البلاد أسوأ الأزمات الأخلاقية الانحلالية.
كرامة المرأة
كرامة المرأة أن تعامل كإنسان، لا أن يُتلاعب بها كدمية, وأن ينأى بها عن مظانّ الشبهات لا أن تطرح في وقود الشهوات، وتلوكها الألسن بشتى الشائعات.
هل يحترم الغربي المرأة؟
نحن نُخدع بمظاهر احترام الغربي للمرأة في الأندية والمجتمعات، ونُغفل النظر عن معاملته لها في البيوت وموقفه من تقديره لها ورأيه فيها في القصص والأمثال والروايات.
أين يظهر تقدير المرأة
تقدير الأمة للمرأة يظهر في أمثالها وقوانينها، لا في مجالس لهوها وعبثها،
ولقد رأيت الغربيين يقدمون المرأة في الحفلات ويؤخرونها في البيوت، ويقبِّلون يدها في المجتمعات العامة، ويصفعون وجهها في بيوتهم الخاصة، ويتظاهرون بالاعتراف لها في حق المساواة،
وهم ينكرون عليها هذه المساوات في قرارة أنفسهم، ويحنون لها رؤوسهم في مواطن الهزل، وينصرفون عنها في مواطن الجد.
والمرأة عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون إرواء شهواتهم من أنوثتها.
لا تلازم بين احترام المرأة وبين تحللها
لا تلازم بين اعتراف المرأة بحقوقها، وبين السماح لها بغشيان المجتمعات، اقرأ إن شئت عن المرأة في حضارة اليونان والرومان، والحضارة الغربية الحديثة.
المرأة في حضارتنا وحضارتهم
يزعمون أننا احتقرنا المرأة في حضارتنا، مع أننا لم نضربها قط، ويزعمون أنهم احترموا المرأة في حضارتهم، وهم يضربونها دائماً، فمن الذي يحترمها ومن الذي يحتقرها؟
ضبط الغرائز أو كبتها
ضبط الغريزة الجنسية لا يعني كبتها، فالضبط تنظيم الطاقة، والكبت إنكار لها، وكل قوة إن لم تضبط ذهبت هباء، أو كانت أداة للتخريب.
شرف الكلمة قبل حريتها
إن الذين يزعمون أن من حقهم أن يقولوا ما يشاؤون باسم حرية الكلمة، ينسون أن شرف الكلمة قبل حريتها،
ولم أجد أمة تسمح بالخيانة الوطنية باسم الحرية، ولكن نفراً عندنا يريدون خيانة الشرف الاجتماعي باسم الحرية،
ولو كان عندنا رأي عام واع لحاكمهم كما يحاكم خونة الوطن في قضاياه الوطنية.
أثر التربية في توجيه الجيل
حين تعمل التربية على إنشاء جيل يقوم بواجبه، سينشأ هذا الجيل على أن ينسى نفسه ويذكر أمته، وحين تعمل التربية على إنشاء جيل يشبع رغباته سينشأ هذا الجيل على أن يذكر نفسه وينسى أمته.
جيل الكفاح وجيل الهزيمة
الجيل الذي يعرف كيف يضبط شهواته، يعرف كيف يحقق انتصاراته، والجيل الذي يرخي لشهواته العنان، لن يستطيع الصبر طويلاً في معارك التحرير والبنيان.
أثر المرأة في صيانة شرف الأمة
المرأة التي ترى سعادتها في صيانة شرفها، تعرف كيف تربي أولاداً يصونون شرف الأمة،
والمرأة التي ترى سعادتها في إشباع لذائذها تربي أولاداً أسهل شيء عليهم أن يخونوا شرف الأمة في سبيل إشباع أهوائهم،
وشتان بين جيل يصون شرف الأمة وجيل يخونه.
بيننا وبين دعاة الانحلال
المشكلة بيننا وبين دعاة الانحلال، أننا نخاطبهم بالعقول، وهم يتكلمون بالشهوات، إن عقولهم لا تنكر ما نقول،
ولكن شهواتهم هي التي تكرهه، إن ما يعرفونه عن التاريخ يؤيد أقوالنا، وما يعرفونه عن مجون الحضارة يوافق أهواءهم،
نحن مع العقل وهم مع الهوى، نحن مع المبادئ العلمية والأخلاقية التي يقرون بها،
وهم مع الرغبات والأهواء التي يخضعون لها، والعقل يبني الدولة من حيث يخربها الهوى.
من أين نبدأ؟
نحن أمة ناشئة، نريد أن نبدأ من حيث بدأت الأمم، وهم يريدون أن نبدأ من حيث انتهت.
شبابنا وزعماؤهم
يكفينا في التدليل على شرف طريقنا، أن الشاب منا يستعصي على كل إغراء، وأن الزعيم والقائد فيهم،
ليست له القدرة على مقاومة أحطِّ أنواع الإغراء، إلا من كان فيه بقية من شرف وإباء.
هزيمة الأمم بواسطة المرأة
الأمة التي تنظر إلى المرأة نظرة عاقلة رزينة، لا تستطيع المرأة أن تهزمها في الحرب،
والأمة التي تنظر إلى المرأة نظرة عبادة لها كشهوة، واحتقار لها كإنسان،
تهزمها البغايا والراقصات في الحرب عن طريق الإغراء والتجسس.
ارجعوا إلى التاريخ..
ليسأل التاريخ هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون النهوض بأمتنا،
ولا ينفكون عن تحطيم كيان الأسرة عندنا: هل انهارت أقوى الأمم حضارة في التاريخ إلا حين سادت فيها مثل آرائهم الجنسية وفلسفتهم في قضية المرأة؟!
احذري أيتها المرأة الفاضلة
احذري أيتها الأم الفاضلة والبنت الفاضلة، ما يخدعونك به من ألفاظ التحرر من العبودية, وتحطيم قيود التقاليد،
إنهم يريدون أن يضيفوا إلى عبوديتك للجهل الموروث عبودية الشهوة الجامحة،
وإلى قيود التقاليد البالية قيود الاستغلال الآثم الماكر، احذري، احذري أيتها المرأة الفاضلة،
وإن السمكة لا تقع في الشبكة إلا حين تعمى عن دقِّة نسيجها، ولا يصطادها الصياد إلا بعد أن تستمرئ طعم سنارته.
بمَ فتحنا الدنيا؟
نحن لم نفتح الدنيا بأمَّهات ماجنات متحلِّلات، ولكننا فتحناها بأمهات عفيفات متدينات، ولم نرث خلافة الأرض بأدب الجنس الشره الجائع، ولكننا ورثناها بأدب الخلق الثائر والتهذيب الوادع.
فرق ما بيننا وبينهم
فرق ما بين مرقفنا وموقفهم من مفاسد هذه الحضارة: إننا نريد أن نحصِّن بيوتنا ومجتمعنا ضد الحريق الذي يلتهم جيراننا تفادياً لكوارث دماره، وابتعاداً عن دخانه وناره،
وهم يريدون أن يجروا هذا الحريق إلى بيوتنا ومجتمعنا، إعجاباً بروعة لهيبه المتوهج، واستحساناً لصورته الخيالية الشاعرة.
بم يتفاوت الرجال؟
هل يمتاز رجل عن رجل إلا بضبط أعصابه، والحكم على الأشياء بعواقبها، والسخرية من المظاهر البراقة إذا كانت تخفي وراءها الآلام والنكبات؟
الخالدون في كل حضارة
في كل حضارة من الحضارات علماء عكفوا على اكتشاف المجهول، ومفكرون أبدعوا في توسيع آفاق المعرفة، وأدباء سموا بالعواطف إلى ميادين النبل،
وفيها أيضاً عشرات الآلاف ممن أشبعوا رغبات الجماهير بالغناء والرقص والإثارة الجنسية، فهل خلد إلا أولئك العلماء الصامتون، والمفكرون الصادقون والأدباء الإنسانيُّون؟
ما قيمة أدب الجنس؟
أدب الجنس ليس فيه إبداع، ولا كفاح، ولا تضحية؛ فهو صنعة المجدبين الكسالى الأنانيين. وأدب النفس فيه روعة الإبداع، وتعب الكفاح، وشرف التضحية؛ فهو حلية المنتجين المجدين الفدائيين.
لا حرية في الهدم
من أراد أن يحمل المعول ليهدم بيتي لا أتركه يتم عمله باسم الحرية، ولكن آخذ على يده باسم الحق، ولا أدعه يتلذذ بمناظر الخراب باسم الفن، ولكن أجرعه مرارة العقاب باسم القانون.
لصوص الأدب
ما الفرق بين لص يتسلل إلى بيتي باسم زائر محب، فيسرق أغلى ما فيه، وبين أدب يتسلل إلى عقل بنتي أو زوجتي باسم أديب مفكر، فيسلب منه أثمن ما فيه؟ فلماذا يسجنون لصوص المتاع، ويطلقون الحرية للصوص الشرف والسعادة الزوجية والعائلية؟
ميزة الحضارة
من ميزة الحضارة أنها تنقل الإنسان من الفوضى إلى النظام، ومن مباشرة العدوان إلى سيادة القانون،
ومن سيطرة الغرائز إلى تنظيمها؛ فأي تقدمية هذه الدعوات الجنسية المتحلِّلة، التي ترجع بالمجتمع من نظام الشرائع إلى فوضى الشهوات،
ومن عدل القانون إلى عدوان الإباحية، ومن تنظيم الغرائز إلى انطلاقها بلا وازع من دين ولا خلق؟
هل يرضون هذا؟
إذا كان إشباع الغريزة الجنسية عن طريق التحلل من قيود الشرائع والقوانين عنوان التمدن والحضارة، كان الحيوان أرقى من الإنسان،
وكانت المجتمعات البدائية التي تأخذ بشيوعية المرأة أكثر منا رقيًّا وحضارة.
لعنة التاريخ
إن شبابنا الطاهرين، وفتياتنا الطاهرات، لن يدعوا هؤلاء العابثين أن يسجلوا في التاريخ أنهم كانوا من المعبرين عن آمالهم وأهدافهم،
ويا ما أشدّ لعنة التاريح إذا لم يعرف عن شبابنا وفتياتنا في دور الكفاح والبناء إلا الأمل باللذائذ الجنسية،
والحلم بسرقة شرف البنات والزوجات، وخيانة الآباء والأزواج..! أي جيل مثل هذا يستحق شرف الخلود، وثناء التاريخ؟
الفكر الخالد
الفكر الذي يشيد قواعد النهضة عند ابتدائها، يستحق أصحابه خلود التاريخ، والفكر الذي يهدم بنيان الحضارة في أوج عظمتها، يستحق أصحابه لعنة التاريخ.