Site icon حديقة المقالات

أول إيداع في حساب الراجحي

أول إيداع في حساب الراجحي

هل تعرف من هو أول شخص أودع في حساب الراجحي وكم كان المبلغ ؟
إنه معلم اسمه سعد المطوع ، أودع ريالاً واحداً.

هذا المقال تعليقاً على قصة أثبتها في مقال له د. مشعل الفلاحي نشره في ٢٨ محرم ١٤٣٦،
قال الفلاحي :
تحدّث سليمان الراجحي قائلاً : من عام 1363 إلى يومنا هذا وأنا أذبح في عيد الأضحى من كل عام أضحيتين ، الأولى عني وعن أهل بيتي ، والثانية عن معلمي سعد المطوع !
فمن هو سعد المطوّع ؟ ولماذا يذبح عنه الشيخ سليمان الراجحي أضحية كل عام ؟
يقول الشيخ سليمان الراجحي :
لما علم أني سأزور أمي ورأى حالتي وفقري واتساخ ثيابي، مد لي ريالاً من جيبه وقال لي، اشتر لك ثوباً جديداً وزر أمك به .
يقول فما زال أثر فعله الجميل وفضله علي ديناً إلى يوم القيامة .

فتأمل
أودع سعد المطوع لدى سليمان الراجحي يوم أن غفل عنه الناس ، ولكن ليس من أجل حساب جاري ولا استثماري ولا في محفظة أسهم لغرض المضاربة والثراء.
أودع عند من لا تضيع عنده الودائع، أودع ريالاً واحداً صدقةً في سبيل الله

لم يكن يعلم سعد المطوع أن هذا الطفل الفقير الصغير الضعيف سيكون أكبر ملياردير في المملكة العربية السعودية وأنه سيأتي يوم فتذهب الرواتب الشهرية لملايين الناس في حسابات شركة هذا الطفل الفقير

وتأمل في فضل الصدقة، وفي المعنى العظيم الذي بشر به نبينا ﷺ كما جاء في صحيح البخاري : ( وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوة ( صغيرة الفرس ) حتى تكون مثل الجبل )
إي والله مثل الجبل وها نحن نراها مثل الجبل
وقد يكون “المطوع” لقب رمزي فإن أهل نجد درجوا على تسمية المعلم بـ ( المطوع ) ، ليبقى سعد المطوع مجهولاً عند الناس معلوماً عند رب الناس زيادة في الفضل والأجر

إن كل عمل خير تعمله هو بمثابة إيداع ولكن ليس في حسابات البشر بل في حسابات الآخرة ،

فالصدقة إيداع ، والسعي في حاجة إخوانك إيداع، والتحية تبادر بها الناس إيداع، والابتسامة إيداع. ( ولا تحقرن من المعروف أن تلق أخاك بوجه طلق ) كلها تودع في حسابك وترى أثره على حياتك وبعد مماتك.

وكما أن في حساباتك ودائع ففيها أيضاً. مصارف تهلك رأس مالك وتفني ثروتك،
فأكل المال الحرام مصروفات مهلكة، والغيبة من أعظم الخسائر ، والكذب تبذير للحسنات، والخصومات ومعاداة الناس وأذاهم وتعطيل مصالحهم ، هذه كلها مصارف وربما تصبح ديون على كاهلك في حال استنفاد الرصيد الإيجابي لك في بنك الفضائل.
وحينما تخرج من الحياة الدنيا بحساب بالسالب – على سبيل المثال ناقص خمسئة وسبعون مليار – فإنك قطعاً لن تجد من المحسنين من يتصدق بذبح أضحية عنك لمدة سبعين سنة، تُجري عليك الحسنات وأنت نأئمٌ تحت الثرى. ولن يفعل ذلك حتى أبناءك أو أقرب الناس إليك.

مفهوم الادخار والإنفاق ، والإمساك والإبقاء بحاجة منا إلى إعادة توصيف وتصحيح فهم. في الحديث عند الترمذي رحمه الله ، لما تصدق بيت رسول الله ﷺ بشاة فسأل عليه الصلاة والسلام عن حالها قالت عائشة: ”ذهبت كلّها وبقي كتفها“. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”بل بقيت كلّها إلا كتفها“
نعم هذا هو التوصيف الصحيح فما لنا لا نعيه ولا نحسن فهمه ؟

والله عز وجل أخبر أن أعظم عمل يتحسر عليه الإنسان بعد موته هو الصدقة ( فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصّدّق )
قال أهل التفسير : لم يقل رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصلي أو فأصوم أو فأجاهد في سبيلك رغم عظم وفضيلة هذه الأعمال، إنما قال فأصّدّق ( فأتصدق ) لما رأى من الفضل العظيم للصدقة

قبل النهاية أحبابي الكرام ، لا تخرجوا من بيوتكم الا بمبلغ للإيداع تخصصونه ليبقى لكم ، نعم اليوم هو الجمعة والمصارف الدنيوية مغلقة، ولكن حسابات الآخرة متاحة في كل وقت مادام قلبك ينبض، ونفسك يتردد في رئتيك،، وعمرك مستمر

Exit mobile version