عاهات وعالات على الشهادات !!! مقال للكاتبة د. نيرمين ماجد البورنو عن أهمية الثقافة قبل الشهادة وتفوق مثقفين بلا شهادات على أصحاب الشهادات المزورة
عاهات وعالات على الشهادات !!!
د .نيرمين ماجد البورنو
ما فائدة التعليم ان لم يهذب السلوك ؛ فلقد ذكر ماثيو في مقولته ان الشهادة مجرد ورقة تثبت أنك متعلم , لكنها لا تثبت أنك تفهم ؛
والترقية والمنصب الكبير قد تعني أن واسطتك قوية لكنها قد لا تثبت أنك الاكثر كفاءه وندرة وتميزا في المجتمع ؛
فلقد بتنا نشهد موضة جديدة في مجتمعاتنا العربية الا وهي موضة الشهادات العليا لمجرد البريستيج والتباهي ,
فالشهادات الوهمية والجامعات الوهمية أصبحت ظـاهرة تغزو القطاع الخاص من كثر وجودها فلقد أصبح مشكوك للحامليين لها الحقيقيين ؛
والأدهى من ذلك جيش عرمرم من خريجي الجامعات والمعاهد الذي وللأسف لا يجيد القراءة ولا الكتابة بلغته الأصلية ولا حتى بلغة أجنبية أخري ؛
ولا يجيد ولا يعرف أصول وأسس البحث العلمي والدراسة عن معلومة ما أو حتى التعامل مع مصادرها
والأدهى من ذلك قد تجده في يوم ما قد أصبح مسؤولًا كبيراً في ليله وضحاها بأحد المؤسسات الراقية فيصعر خده للناس وكأنه فيسلوف عصره وخبير استراتيجي ومحلل
ولو سألت أحد الناس من دفعته سواء بالمدرسة أو حتى الجامعة ستجده بانه نجح بالثانوية العامة والمدرسة بالمساعدة والغش والواسطة أو بشق الانفس !!!
لأي حال وصل التباهي والتفاخر بشهادات ورقية في الدنيا ولا نتباهى بالأخلاق والمبادئ والقيم !!!
يجب أن ندرس الاخلاق أولا أما الشهادة فهي للوظيفة فقط ؛ فليست الشهادة دائما دليلا على الثقافة الواسعة
بل الدليل على ثقافتك هو كلامك بحكمة وسلوكك الراقي ؛ فالتعليم الجامعي يمنحك شهادة ولكن التعليم الذاتي يمنحك عقل وحكمة ومنطق !!!!
وان غاية الثقافة في الدنيا هي الاخلاق وهذا الشيء قد ينجح به عامل النظافة ويفشل فيه صاحب الشهادة ؛
فلقد بتنا نصحو على شهادات مزورة وشهادات دكتوراه فخرية لأناس أميين وأطباء وهميين كأننا نعيش في عالم افتراضي
فمع الشهادات المزورة لم تعد للورقة قيمة تثبت من خلالها شيئا حتي التعلم !!!
التبجيل الأعمى
وما لفت نظري هذا التبجيل الأعمى والنعرة العنجقية لصاحب تلك الشهادة ,من قبل المجتمع
وخاصه للأساتذة والدكاترة الذين ربما يكونون من سوية اجتماعيه أو ثقافيه ليست بالعالية ؛
فهل المجتمع يتقبل فكره أن يحترم أي انسان يقوم بعمله حتى عامل النظافة
لان المجتمع عبارة عن حلقات كالعقد اذا انقطعت أي حلقة في العقد فقدت باقي الحلقات فائدتها ورونقها ؟؟؟
وهل الشهادة تكفي ليكون الانسان انساناً؟؟؟
وهل المجتمع على حق في احترامه الأعمى ؟؟؟ وهل كل متعلم مثقف ؟؟؟
وهل كل غير متعلم جاهل ؟؟؟
وكيف يرضي المزور عن نفسه أن يطلق عليه لقب وهو لا يستحقه ؟؟؟
والا يستحي عندما يري تلك العيون والهمسات ترمقه وكأنها تقول هذا هو المزور ؟؟؟
وهل سنشهد في السنوات القادمة حملة حرف ” الدال ” مثلما شهدنا حملة حرف ” الميم ” وباقي الحروف الأخرى …
فالشهادة الجامعية ليست مقياس للثقافة لان أجدادنا كانوا يملكون الحكمة والمنطق ولكن لم يحالفهم الزمن للالتحاق بالدراسة لكنهم اذا تحدثوا نطقوا أجمل العبر والدروس في الحياة ؛
وقد نجد أشخاص يكتسبون الثقافات بطرقهم الخاصة فيسعون الى تطوير ذاتهم وفكرهم بدون شهادات
فشهادتنا اليوم للأسف باتت مجرد حبر على ورق…
فليس بالضرورة اذن أن يكون الحاصل على المؤهل الجامعي مثقف فالثقافة هي بحد ذاتها مهارة يكتسبها الشخص بقدراته على تحصيل أكبر قدر من المعلومات وتحليلها واستنتاج ما ورائها
وكذلك القدرة على متابعة كل جديد في كل مجالات الحياة الاجتماعية والعملية والسياسية و العلمية؛
فكم (أمي) يعد بألف مثقف …وكم مثقف يمر بلا عداد !!!
لكل من لم يحالفه الحظ بالحصول على شهادة جامعية …لا تحزن فالحياة أكبر و أعمق من مجرد شهادة ورقية
أن ما تحمله في داخلك من يقين وإيمان بالله و ما تحمله من عزيمة وإصرار سوف يقودك للنجاح
و دائما ضع نصب عينيك ” ما هو لك سوف تحصل عليه, وما ليس لك لن تحصل عليه أبدا”.
د .نيرمين ماجد البورنو