زائفون .. هل وجدت من تعرفهم بداخله ؟ تستعرض فيه الكاتبة إيمان عبدالوهاب كتاب زائفون للمؤلف مصطفى عاطف ، استعراض شيق وقراءة ممتعة
زائفون .. هل وجدت من تعرفهم بداخله ؟
زائفون.. هذا ليس مجرد عنوان لكتاب إنما كلمة منتقاة بعناية لها عظيم الاثر فى أنفسنا
خاصة فى هذا الزمن ،
فكم شخص خطر ببالك عندما قرأت هذه الكلمة ” زائفون” ،
ولا استثنى نفسى فنحن قد طالنا الزيف بالفعل فى كثير من تصرفاتنا اليومية.
استوقفنى عنوان هذا الكتاب ” زائفون” للكاتب / مصطفى عاطف الصادر عن دار زهراء الشرق
والذى يشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى عامه الخمسين .
فأخذت أتجول بين صفحاته ولم استطع تصنيف محتواه
ولكن ما استنبطته انه كتاب علم نفس واجتماع باسلوب أدبى ساخر وباحداث واقعية من تجارب الحياة،
هذا الكتاب على الرغم من أن موضوعه يقرر واقعنا المؤلم ولكنه يبعث التفاؤل
فلقد تناول الكاتب / مصطفى عاطف هذا الموضوع وقد قام بتشخيص هذا المرض وهذه أولى خطوات الشفاء.
وقد وضح الكاتب بأنه يحاول تسليط الضوء على الأفكار المفخخة التى تعيق وصولنا للسعادة الحقيقية والسلام النفسى الداخلى.
وذلك بإعادة تقييم ومراجعة تلك الأفكار التى تتسلل لحياتنا سهوا دون مقاومة أو انتقاء.
الكثير من كتب التنمية الذاتية تركز بحسن نية على الوضع المثالى الذى يجب أن تكون عليه الأمور،
وكأننا نعيش فى جنة أرضية،
وهو تصور غير واقعى بقدر ما،
ومع ذلك بداخل كل منا فكرة ما تدعونا إلى المثالية المشتقة من نموذج ما يدفعنا لتقليده دون وعي.
ودورنا هنا هو تحطيم تلك الأصنام الفكرية العابثة التى تجعلنا نختزل حياتنا فى حياة آخرين.
و اليكم مقتطفات من الكتاب لتوضيح ما قمت بوصفه من قبل.
“ان الوعي الجمعي يُشكل العمود الفقرى للأفراد ،
وإذا كان هذا الوعي زائفاً فبمقدوره دائماً أن يؤثر فى الأفراد بنفس الشكل،
وإذا كان المسئولين فى البلاد عادلين وراشدين ، فإن إحساس المواطنين بالعدالة يخلق لديهم حافزاً للعمل ولا يكونوا مضطرين إلى النفاق
لأنهم يعلمون أن شرط الترقى هو الكفاءة وليس الولاء للمسئول او المنصب.
و إذا كان المسئولين ظالمين او فاسدين ، فإن المواطنين يتملكهم الإحباط ويفقدون إيمانهم بالعدالة
وتنتشر بينهم الأنانية والسلبية والنفاق والانتهازية
لأن هذه المهارات المنحرفة هى التى تكفل لهم التقدم والحفاظ على اماكنهم.”
هذه فقرة من الكتاب قامت بتشريح ووصف اجتماعى لما وصلنا به كمجتمعات عربية ومصرية من وعى زائف ,
احوال تسبب تراجعنا وتخلفنا وسط الأمم ، بشكل واقعى محدد و صريح جدا ،
بينما الفقرة التالية ستكون باسلوب مختلف تماما وهو الأسلوب الساخر :
كيف تتخلص من مسئوليتك وتريح ضميرك فى 5 خطوات ؟
1-لا تحاسب نفسك ابداً.
لا تقم بمراجعة افعالك وقراراتك ، وتقييمها بين الحين والآخر ، فلا حاجه لك بذلك ،
فأنت تفعل ما تستطيع فعله ، وهنا ينتهي الأمر ، لا تشغل بالك بأكثر من ذلك.
2-لا تؤجل عمل اليوم الى الغد ، بل الى بعد الغد.
لا تقم بتأدية المهام فى وقتها فهذا من شأنه رفع سقف التوقعات منك ،
وسيطالبك الآخرون دوماً بالتسليم فى الوقت المحدد ، وهذا ما سيجعلك متحملاً للمسئولية .
انهى الأمر فى بدايته ، وتعود على التسويف والتأخير،
ومن يدرى ، فلعل هذا التأخير يجعلهم يعيدون النظر فى طلباتهم ،
وحينها سيكون جهدك المبذول على الفاضي.
3-الق بالمسئولية دائماً على الظروف والحظ.
عندما تتعرض للاخفاق ، امسك على الفور بشعار (الدنيا حظوظ) و (قيراط حظ ولا فدان شطارة)
فهذه العبارات كفيلة بتهدئتك ونزول السكينة على فؤادك.
4-استسلم تماماً للعوائق التى تواجهك ، وانتظر حظك من الدنيا.
اذا بذلت مجهود فى عمل ما ولم تنجح ، لا تعاود المحاولة مرة أخرى، فقط استسلم ،
فقد فعلت ما عليك والنتيجة لم تكن راضية، فماذا ستفعل ،
فهذا قدرك وحظك من الدنيا، ولا يكلف الله نفساً الا وسعها ، وهذا وسعك.
فقط انتظر طاقة القدر ، او ساعة الحظ ، فقد يلعب معك الزهر.
5-ادخر مجهودك ووفر وقتك للاشيء فلا أمر يستحق فى هذه الحياة.
لا تحاول الوصول الى ذروة مجهودك ، ولا تجرب ولو لمرة واحدة ان تحقق العلامة الكاملة او الدرجة النهائية ،
فالحياة مش مستاهلة ، وكله محصل بعضه.
مبروك …
انت الآن في طريقك للتنصل من المسئولية والقاء اللوم على الظروف والأقدار
يعتبر الكتاب حالة إنسانية خاصة، تستعرض الأفكار والمشاعر والمواقف المتعددة التى تنتاب كلا منا فى فترات حياته،
لنفهم وندرك عوالمنا الخفية وما فى أعامقها من تناقضات؛
كما تروا الكتاب هو مزيج خاص ومميز بين علم النفس والاجتماع بأسلوب متغير بين الجد والسخرية..
وقد تميز مصطفى عاطف بأساليبه المتنوعه فى تناول موضوعات هامة،
وهو أيضا محاضر فى التنمية الذاتية والإجتماعية ويعمل فى مجال التدريب والإستشارات للعديد من الشركات والهيئات المختلفة فى الوطن العربي،
وله الكثير من الإصدارات مثل : (ثمن النجاح) و (كيف تحل مشكلاتك وتتخذ القرار ) و (جرعات من الثقة ) و (لا انا انت ولا انت انا ) و(تفكير هو ومشاعر هي) و (حب حتى آخر العمر) .
Be the first to comment on "زائفون .. هل وجدت من تعرفهم بداخله؟"