الناس و الشعر
Samir Hamani
يقول الشاعر عبد الرحمان شكرى :
الا يا طائر الفردوس ان الشعر وجدان
وفى شدوك شعر النفس لا زور و بهتان
فلا تقتد بالناس فما فى الخلق انسان
وجد لى منك بالشعر فإنا فيه اخوان
فى هذه الابيات الشجية الراقية من حيث الالفاظ و المعنى تعبر دونما اى شك عن قدرة الشاعر الشعرية وصدق خلجات نفسه وتمكنه الانشائي الادبي الجميل نجد فيها تجربة حزينة او لنقل نلتمس منها لمسات شعورية لها اثر بيلغ على النفوس و هذه الابيات نستطيع ان نتخذ منها حكم لا بل القصيدة باكملها- طائر الفردوس- هى حكم ناتجة عن تجربة الشاعر الاليمة .
ان اجمل ما شد انتباهي و كان له اثر على قلبي هو البيت الذي يقول فيه :
فلا تقتد بالناس فما فى الخلق انسان
وجد لى منك بالشعر فإنا فيه اخوان
فالقصيدة الشعرية تاخذ موضوعها من الحياة او بعبارة اخرى الحياة هى سبب ولادة الحياة وبما ان الحياة ابرز ما يوجد فيها البشر يصبح الناس فيها موضوعا او يكون منهم تجربة سعيدة ام اليمة تشكل مغزى القصيدة فشاعرنا -رحمه الله- كان له من الناس موقفا اليما حزينا جعل منهم موضوعا لقصيدته.
فهو يعانى من حزن نتيجة فراق الاحبة وتخليهم عنه فحاول اظهار تلك الطعنه الغادرة التى تلقاها من اقرب الناس اليه فكان له حكما عاما فى قصيدته و هى عدم الثقة بالناس . فهم ذو ارتباط وثيق بالقصيدة اذ انهم موضوعها الرئيسي .
الشعر بالنسبة لشكرى هو الصديق الوفى و دليل وفائه هو انه من خلاله استطاع ان يعبر عن هذه التجربة الاليمة وهى تخلى الناس عنه و بالتالى لم يبقى له الا الشعر صديقا و انيسا.
الناس و الشعر – بقلم سمير حمانى
Be the first to comment on "الناس و الشعر"