الشباب الفلسطيني .. هروب من واقع مرير لمستقبل غامض ؟! مقال للكاتب علم الدين ديب تناول فيه ظاهرة الهجرة لشباب فلسطين وأثرها على التغير الديمغرافي وإضعاف الجانب الفلسطيني
الشباب الفلسطيني .. هروب من واقع مرير لمستقبل غامض ؟!
بقلم علم الدين ديب
في رحلة البحث عن الحياة أضطر الشباب الفلسطيني إلى مغادرة أرضه
أملاً في عيش حالاً أفضل من الذي يلقاه في بلده وما كان أمام هؤلاء الشباب إلا ترك أهلهم وأحبائهم والوطن الذي من المفترض أنهم ولدوا وترعرعوا فيه
وجاء الوقت الذي سيقدمون له أبهى صور التضحيات والصمود ،
ولكن لاحظنا تدفق وزيادة في عدد المهاجرين الشباب في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ ،
يستوجب الوقوف والتفكير في عواقب تلك الهجرة ،
وهناك ما دفع الشباب للهجرة
لأن الظروف كانت أقوى
ووضعنا الفلسطيني وبالتحديد الوضع في غزة يحتِّم عليك التفكير في كيفية الخروج من تلك الأزمة الراهنة فكانت أولى الحلول وأخطرها الهجرة إلى الدول الأجنبية ، لتبدأ هناك رحلة البحث عن الحياة المفقودة في وطنهم ،
ولكن ما الأسباب التي دفعت الشباب للهجرة ؟
إنَّ وضعنا الفلسطيني مليء بالمعيقات والعثرات التي حالت دون وجود حياة كريمة يلقاها المواطن
ولعل أول تلك الأسباب هو الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول مراراً وتكراراً خلق الأزمة الراهنة والتضيق على المواطن الفلسطيني
وجعله يفكر دائما بالخروج من أرضه للأسباب سياسية استعمارية
يهدف منها تغير الطابع الديمغرافي ومحاولات إضعاف الجانب الفلسطيني
علماً بأن الشباب هو الجيل القوي القادر عن الدفاع عن أرضه والقادر على صنع القرار.
الإنقسام الفلسطيني
والسبب الثاني والذي يعد الأقوى حسب العديد من الدراسات فحسب استطلاع رأي قامت به جامعة الأقصى بغزة
تبين أن 75.4% من الشباب أضطر للهجرة بسبب “الإنقسام الفلسطيني” الذي كان السبب في زيادة الأوضاع سوء
وهناك العديد من المخاطر التي نتجت عن ذلك الإنقسام ومنها الأوضاع الاقتصادية الصعبة
التي نتجت عن تكدُّس الخريجين وزيادة نسبة البطالة والشح الكبير في نسبة الوظائف
وذلك الذي دفع الشباب إلى الهجرة بحثاً عن وظيفة يحصل من خلالها على دخل يمكنه من توفير أدنى متطلبات الحياة ،
وإضافة لذلك الأوضاع الإجتماعية السيئة من تفكك اجتماعي وأسري نتيجة الاختلافات الحزبية والتنظيمية ،
علاوة على ذلك الوضع النفسي الذي يمر به الشباب الفلسطيني نتيجة الفقر والبطالة وعدم القدرة على الزواج لما لذلك من أثر كبير في التفكير بالهجرة
إن بروبجندا الهجرة التي قدمها الإحتلال الصهيوني للشباب بشكل غير مباشر كانت لها دور كبير في التأثير عليهم ودفعهم للهجرة ،
حينما وصفها بأنها سبيل لعيش حياة كريمة وفرصة لخلق حياة أجمل يرغبها الشاب ويحلم بها وللأسف إن ما وجده الشباب المهاجر كان مخالف لما صُوِّر.
عواقب وخيمة
إن للهجرة عواقب وخيمة على قضيتنا الفلسطينية التي تتطلب منا الثبات على أرضنا والدفاع عنها
ولعل أخطر ما لاحظناه مؤخرا هو هجرة للكفاءات والأدمغة من الأطباء والكادر الطبي بسبب الأوضاع الصعبة ،
وقد يكون لذلك عواقب سلبية تؤدي لتدهور وتراجع المستوى الصحي.
وعلى صعيد الزواج وتراجع نسبه مما أدى لزيادة نسبة العنوسة
لأن الشاب ليس لديه القدرة على دفع تكاليف الزواج ولا حتى مصاريف الحياة بعد إقدامه على خطوة كذلك فيضطر للهجرة وفي هذه الحالة قد يتزوج أجنبية ،
ولجانب ذلك نجد أن هناك ارتفاع في نسبة الطلاق وأغلبها يعود الى الوضع الاقتصادي وأن الزوج لم يعد قادر على تكاليف العيش من مأكل ومشرب وملبس وغيرها من ضروريات الحياة ،
وهناك من يطر للهجرة للهدف العلمي وهو استكمال الدراسة والحصول على شهادة ،
ومنهم من لا يعود لوطنه ويكمل باقي حياته دولة أجنبية.
ناهيك عن كل ذلك ،
الخطر الذي يتعرض له المهاجر أثناء رحلته فقد يتعرض المركب الذي يستقله عشرات المواطنين للفقد أو للغرق
وهذا ما حدث وبذلك يكون هذا الخطأ لا عدول عنه والمصيبة عندما نفقد ثُلة من زينة شبابنا المكافح لنطلق عليه شهيد لقمة العيش.
إن السياسة التي يهدف لها الاحتلال هو تغير الطابع الديمغرافي لدولة فلسطين وذلك بزيادة عدد المهاجرين اليهود إلى دولة فلسطين وزيادة نسبة الهجرة العكسية للفلسطينيين أي لخارج وطنهم أملاً في أن يثبت للعالم أن هذا الدولة لهم وعدد السكان يبرهن ذلك ” لكن ذلك حتما لن يحدث ؛ بإرادتنا القوية “
لذا هذا يتطلب من منا جميعاً الوقف والتفكير في حلول بديلة عن الهجرة ولم الشمل الفلسطيني ،
ومنع الشباب من الهجرة بعد إيجاد الحل المناسب والملائم ليمكن جيل الشباب من البقاء لخدمة وطنه وخدمة شعبه .
علم الدين ديب