السودان مابعد البشيرمقال للكاتب الصومالي عبدالله قاسم دامي في التعليق على الانقلاب العسكري في السودان والتطورات التي صاحبت ذلك والمستقبل المتوقع
السودان مابعد البشير
للكاتب عبدالله قاسم دامي
بعد ثلاثة عقود من الدكتاتورية المطلقة، إنقلب الجيش السوداني على الرئيس عمر حسن أحمد البشير الذي ترأس في عرش الخرطوم منذ ثورة الإنقاذ عام 1989،
بعد إحتجاجات ومظاهرات تلتها ثورة شعبية واعتصامات ميدانية عمت جميع أنحاء السودان.
فالرجل الذي وصل بالحكم عن طريق الإنقلاب برفقة صديقه الإخواني الراحل الدكتور حسن الترابي وبمعاونة بضع جنرالات من الجيش السوداني،
قاد البلاد أخيرا إلى إنهيار إقتصادي وشلل شبه تام في الخدمات الحكومية،
الأمر الذي أدّى إلى إنفجار بركان من الغضب الشعبي والذي تطور فيما بعد إلى مسيرة شعبية لمطالبة التغيير في النظام.
كباقي دول الربيع العربي أخذت مراسيم التنحي للرئيس السوداني إحتفالات غامضة
حيث تداولت السلطة بين شخصان لا يمثلان سوى وجهان لعملة واحدة تحت كواليس ومؤامرات خفية،
الأمر الذي زرع الشك في نوايا الشعب السوداني المناهض ضد الظلم والإستبداد.
فالشعب السوداني كان يطالب بالتغيير الجذري في هيكلة النظام ومحاسبة المجرمين،
وتداول السلطة إلى جهة مدنية تقود البلاد نحو إنتخابات ديمقراطية شفافة،
حيث كان الشعب يتطلع إلى تغيير سياسي ونهضة إقتصادية وحرّية إجتماعية تعُم البلاد.
السودان (سلّة غذاء العالم) تتمتع بأراضي زراعية وثروة حيوانية ضخمة بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي في تبادل التجارة بين شرق ووسط إفريقيا إلى شمالها،
وربطها الثقافي عربيا وإفريقيا،
الأمر الذي سيعطي نهضتها الإقتصادية أهمية بالغة التأثير في افريقيا والشرق الأوسط.
ولكن بحسب النظر إلى نوعية الإنقلاب العسكري الذي أطاح البشير
والذي كان يبدوا إنقلابا متطورا ليس على الرئيس وإنما على إرادة الشعب نفسها كما حدث في السيناريو المصري والجزائري
سَيُبعِد أمال الشعب وأحلامهم على التغيير والنهضة،
مما سيعيد البلاد إلى مربّع الدكتاتورية مرة أخرى مالم تتواصل الثورة مطالبها التي تكمن في التغيير السياسي الملائم لرغبات الشعب السوداني.
عبدالله قاسم دامي
كاتب صومالي
تمامًا يبدو الأمر تكرارًا مطابقًا لما حدث في مصر ، متطابقًا إلى حد هزليّ حقيقيةً !