Site icon حديقة المقالات

أشباهك الأربعون !!!

أشباهك الأربعون !!! مقال للكاتبة نيرمين البورنو ، هل تمعنا بالقول جيدا وصدقنا بانه بالفعل يوجد فقط أشخاص منسوخه من أشكالنا في الحياة الدنيا

أشباهك الأربعون !!!

د. نيرمين ماجد البورنو

كبرنا وتعلمنا من الأقوال والأمثال الكثير ؛

ومن بين الأمثال الدارجة “يخلق من الشبه أربعين ” فهل تمعنا بالقول جيدا وصدقنا بانه بالفعل يوجد فقط أشخاص منسوخه من أشكالنا في الحياة الدنيا ؛

أم لم نبالي ونفكر مرة بالبحث عن واحدة من شبيهاتنا الأربعين ؛

لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الحياة أوجدت لنا أشباه ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا من البشر فربما قد تكون قصيدة أو نصاً أو أغنية أو اقتباساً أو وردة في ربيع هذا العمر أو عطراً أو فيلماً , أو الهام من سطر راق لك وبدا يشبهك جداً ؛

فتتخيل نفسك أحد أبطال القصص والروايات ؛

هنا تجد الكاتب جذبك بطريقة دفعتك لتقتني الكتاب فبالتالي تجده يشبهك في أمر ما ولكنه يترك لك مهمة الاستكشاف أثناء قراءته ؛

تساؤلات كثيرة تجوب في خواطرنا ونسرح فيها ؛

فماذا لو كانوا أشباهك الأربعون ليسوا بشر؟؟؟ وهل أشباهك زادوا عن الأربعون ؟؟؟

فربما أشباهك ليسوا بشر ؛

كصندوق بريد مليء بالرسائل القديمة التي لم يقرأها صاحبها لأنه رحل بعد أن مل انتظارها , وربما ميلانخوليا المطر ؛

وربما سيمفونية ضوء القمر في منزل محترق ؛

وربما هي الأحاسيس التي لا تجد من يعبر عنها من كلمات فتنقضي وتبرد ؛

وربما هي روح خاوية ينخر بها الاكتئاب فما عادت تمسك حلماً ؛

وربما هي صوت الساعة الذي يسمع بوضوح ليلاً أو عند انقطاع الكهرباء أو عند صرخة طفل في وقت الجوع والحرمان , وربما بيانو منسي في بيت قديم ؛

وربما شنطة مغترب تحمل القليل من الثياب والكثير من الاشتياق والحنين ؛

وربما اللغات التي اندثرت ؛

وربما اخر بيت شعر كتبة نزار قباني ؛

وربما أصدقاء الطفولة الذين لا تعرف عنهم شيئا الان ولا تستطيع الوصول اليهم ؛وربما هي لحظة اعتزال لاعبك المفضل ؛

وربما هدف من ركلة حرة في الدقيقة 90 ؛

وربما هي وطن انهكته الحروب وشردت ابناءه ؛

وربما هي الافلات في عز التعلق ؛

وربما هي الشامة التي تعرفت بها الأم على جثة طفلها المفقود ؛

وربما أنين الناي وطائر النورس الذي تخلف عن السرب ؛ وربما هي القشة التي خذلت الغريق ؛ ربما وربما وربما ….. 

كن أنت وأشباهك الأربعون بلسماً ونوراً يستضاء به فما كسبت القلوب بشي مثل الأخلاق الطيبة واللين في التعامل ؛

والبشاشة في المحيا ؛

والحرارة في السلام ؛ واللطف في العبادة ؛

وكن نسخه طيبة محبوبا أينما حللت ومفقوداً اذا غبت تنشر الألفة والمودة أينما ارتحلت فتجله النفوس تقديراً وحباً واحتراماً ,

وكن رحيماً مع خلق الله فالكل يكافح في معركة أنت لا تعرف عنها شيئا ؛

وابتعد عن أي أفكار ومعتقدات تبعدك عن الانسانية والرحمة لأنها ليست الا نفايات فكرية عليك التخلص منها ؛

وكن مختلفا ولا تخف فالأشخاص الناجحين حققوا انجازاتهم بفضل طريقتهم المختلفة في التفكير لإيجاد الحلول المناسبة وحاول ان تفكر خارج الصندوق ؛

وتوقف عن التقليد الأعمى وإتباع سياسة القطيع فبهذه الطريقة ستصبح أنت من يقود القطيع لان العالم مل من النسخ المكررة ؛

وتخلص من الحزن فما الفائدة من طوله وما الجدوى من استمراره !!

وكن لبقاً منفردا في نقدك وابداء ملاحظاتك لأنك لا تعلم ما يعانيه الاخرين ويقاتلون لأجله فربما يصارع الدنيا من أجل علبه دواء لمريض ولرغيف لولد جائع وربما ليعتني بوالديه فيستميت في إسعادهم ؛

هؤلاء يستحقون منا الثناء لا ازدراء ؛

فالكلام أناقة فاختر مفرداتك كما تختار ملابسك وعطرك ؛

وأجعل أشباهك الأربعون يتكاثرون ؛

وكن محسنا وإن لم تلقي إحسانا ؛

يكفيك أن الله يحب المحسنين ؛ وكن أنت العطاء حتى الرمق الأخير.

Exit mobile version