حب مقال بقلم سلسبيل قاشوش ، خاطرة تمت صياغتها تحت تأثير روائح الحرب ، فتمثل الحب حرباً ، أو الحرب حباً . السر في قلم الكاتب
حب
سلسبيل قاشوش
الحُب !
ملحمةٌ نجيدُ أنا وأنت الكتابة عنها، وليس بالضرورة أن نكون قد مررنا بأراض معاركه وحروبه.
يحدثُ أحياناً ، أن تقرّر الانضمام إلى صفوفِ العاشقين،
أي أن تضحي بتلك القطعة المتحركة المحشورة في صدرك ،
أن ترحل ضحيّةَ ضربة شوقٍ أو شظايا وَلَه،
أن تُصاب بطاعون خيانةٍ متفشّي أو موجةٍ من داء عشق مُزمن!
في الحُب
يحدثُ أن تترقى من رُتبةِ غريب إلى صديقٍ فحبيبٍ فزوجٍ مثلاً ،
أو أن تبقى في رتبة واحدة طيلة المعركة وكأنك تُمارس خدمةً اجتماعية لقلبك لا أكثر ،
ثمّ تعود ويتم تسريحك من مهمة أنت اخترت اجتيازها.
في الحُب
ستخسر دوماً، أو ستشعر بذلك دوماً، إنها حربٌ عالميّة ثالثة،
تجتاح عوالم قلبك لفترة طويلة،
وفي النهايّة سيخونك حلفاؤكَ من الصدق والمشاعر والعواطف كما في كل الحروب.
يحدثُ أن تكون محارباً مُنضالاً، تستخدم جميع أسلحتك المتمثلة بالتمسّك، الطهارةِ والعفّة!
وستنتهي حربكَ في الحب يوماً؛
إما برفعك لراية بيضاء نقش عليها “فُراق” ؛
استسلاماً لظروف قاسيّة لم تستطع روحك تحملها، أو ذهابك شهيداً، أدميت روحك واستنزفت قدراتك على البقاء
لاتقلق حينها سيضاف اسمك الى لائحة “العاشق المجهول” ويبنى لك صرحٌ -تكريماً لتفانيك- في مقبرة قلب أحدهم!
لذا قبل قرارك في الانضمام، ضع في ذهنك أنه ينبغي عليك أن تكون وطنيّاً أكثر من الحدود الطبيعية في هذه القضيّة.
في الحُب، يحدثُ ما لا نودّ حدوثه حقاً.
(حُب)
سلسبيل قاشوش
s.md.s@hotmail.com