Site icon حديقة المقالات

امي

امي خاطرة للكاتب السباعي زكرياء عن الأم ووصف مشاعرابن تجاه أم علقت عنوان الصبر على جبينها و بقيت في البيت من أجل أبنائها

امي

السباعي زكرياء

احببتها حبا لا استطيع التعبير عنه،

حب يجعلني ابكي كلما تذكرتها، حب يذكرني بسرعة في حتمية خسارتها يوما من الايام.

منذ نعومة اظافري وجدتها بجانبي و كانت امراة متميزة

تتابعنا كاننا ظلها و لا تدع اخر ينظر لنا،

كانت رجلا يكمل دور ابي رحمه الله في الحفاظ علينا،

لم تساعدها الظروف ان تفعل الافضل انا واثق من هذا و متيقن انها كانت تحزن عندما ينقصنا شيء،

حتى نظافتنا كانت تسهر عليها رغم كبرنا و رغم احراجنا انا و اخي

لكنها كانت تعلم انها الوحيدة التي تقوم بهذا الواجب على اكمل و جه،

مسكينة امي، صارعت كثيرا و استعانت بخبرتها في الخياطة و كانت تكمل دور والدي في اوقات الازمات المالية التي لم تنتهي في فترة من الفترات،

كنت صغيرا حينها رغم معرفتي ما يدور امامي و رغم كتمانهم هاته الظروف

لكن  كنت على علم بها و اتذكر في يوم من الايام واحدة من الشجارات الاعتيادية بينها و والدي

فعزمت امي الرحيل و الذهاب بنا معها فاستوقفتها و الدمعة على خذي ان لا ترحلي يا اماه و اصبري من اجلنا

فدوام الحال من المحال و المسكينة بلا تردد احتضنتني و اجهشت بالبكاء

ناعية حظنا العاثر و الظروف التي تكشف معايبنا

و علقت عنوان الصبر على جبينها و بقيت في البيت.

الى الان افكر في والدتي في كل وقت اكون بعيدا عنها و في ذاخلي كلام كثير اريد قوله لها،

اني احبك حبا يجعلك نقطة ضعفي، حبا لم احبه احدا غيرك

و اني يا امي لم استطع اعطائك شيئا اخر غيره و ادعوا الله ان يغير الحال و افرحك

و اكون السبب في حجة او عمرة اهديها لك عربونا للواجب الذي لم اقم به

و انا معك و ساحبك حتى اخر نفس في و سادعوا الله ان نلتقي في الجنة.

السباعي زكرياء

Exit mobile version