إدراك الحقيقة ، حزمت حقائبي واغمضت عيني لأرحل بهدوء ، لوطني الحقيقي الذي مهما أحسنت لن ينسى جميلي الذي قدمت له ، وإن اسأت فسيبقى مسامحا كريما.
إدراك الحقيقة
By Maryam Jumman
في ديسمبر ٢٠١٧
فارقت مسقط رأسي التي طالما كنت معجبا بها بشوارعها وأزقتها ، مطاعمها، إزدحامها ، وأناسها
كنت مغرما بها ، بأهدابها الكثيفة تمتعت بالحياه ، ومع نسيم انفاسها جو عذب لا ينتهي ، لمنحنياتها فتنت ، وبصداقتها تعرفت وتعلمت ،
نظرت لعينيها صدفة فرأيت إمتدادا لا تعرف نهايته سوا زرقتها القاتمه لبحر هي عروسته،
هل لأنني كنت سأفارقها يوما احببتها بحق ، الومها تارة وأبكي عليها تارة اخرى ، هجرتني أكثر مما هجرتها ،
حرمتني من رؤيتها وسماع صوت أنفاسها أحببتها بصيفها وشتاءها ، وشتاءها كصيفها.
هل كان البحر يحبك اكثر مما أحبك ،
على حد علمي كان غافلا ونائما عنك غير عالم بك في عالمه الخاص ونومه المتواصل،
الى ان استيقظ ذلك اليوم بموجة عارمة من الغضب ، فأرغمك على تركي ،
غيرة فحسب من نشاطي الدائم وخموله المستمر
كانت خائنة هجرتني مع طلوع شمس ليوم جديد،
بدأت بدفعي خارج نطاق أسوارها ، فصمدت وانتظرت سماحها ، عفوها او تبريرها ؛،
وتبريرها كان لأنني لا أستحقها،
أكنت لا أستحقك ام لم تستحقيني
هل اعتقدت بإني سأبقى اعواما انتظر عودتك
لم ارغب في ان تسحقيني ،، وكنت ستفعلين لأنك بعد كل شيء عروسته وقد غفلت عن ذلك.
كنت شخصا ناجحا شغوفا ومحبا ، ساهمت في بناءك ورقيك وجعلك افضل او على الاقل نحو الأفضل
لم اجلس على عتبة باب بيتك أرتجيك،
لم القي نظرة أخيره تشبع قلبي قبل عيني، وانتي غافية في ليلك الساحر مع بحرك الثائر
فقط حزمت حقائبي واغمضت عيني لأرحل بهدوء
لوطني الحقيقي الذي مهما أحسنت لن ينسى جميلي الذي قدمت له ،
وإن اسأت فسيبقى مسامحا كريما.
سأذهب هناك الى مكان ما في داخله فيحميني وأحميه، يعرفني
ويسميني (مواطنا) !!
Maryam jumman