مسرحيات ( برنارد شو ) توجهات لتوعية الإنسان مقال ثري للكاتب فؤاد الكنجي تناول الحديث عن هذا الموضوع مستحضراً نماذج من مواقفه وسخرياته وأقواله السياسية ومسرحياته
مسرحيات ( برنارد شو ) توجهات لتوعية الإنسان
فواد الكنجي
اقرأ أيضاً : مسرحيات ( برنارد شو ) توجهات لتوعية الإنسان 1-5
مسرحيات ( برنارد شو ) توجهات لتوعية الإنسان 2-5
نماذج من مواقفه وسخرياته
يقال بان (برنارد شو) كان في إحدى المناسبات حين أتاه احد الصحفيين وسال (برنارد شو) عن إمكانيته في تعريف الرأسمالية…..؟
و (برنارد شو) كما هو معروف كان نحيفا وشعر رأسه قليل وذو لحية طويلة، فأجاب بسرعة خاطر:
((…الرأسمالية …(بعد أن مرر يديه على لحيته) : إنها غزارة في الإنتاج، ( وبعدها مرر يديه على رأسه) وسوء في التوزيع…)).
يروى أيضا عن (برنارد شو)، إن الراقصة (ايزادورا) المشهورة في بريطانيا عرضت على (برنارد شو) عرضا مغريا فقالت له:
أجمل نساء انكلترا، وأنت يا (برنارد شو) أذكى رجال انكلترا، وأنها لفرصة لو أنجبت منك طفلا، لجمع بين جمالي وذكائك فيكون أعجوبة العصر.
فرد (برنارد شو):
ارفض العرض….!
وقال: لأني أخشى إن يخرج الولد وقد جمع بين عقلك أنت و جسمي أنا … فيكون مصيبة العصر…. !)) .
وأيضا روي عن (برنارد شو)، أن سيدة قالت له:
((لو كنت متزوجة منك لوضعت لك السم في القهوة .
فأجابها (برنارد شو) :
عزيزتي.. لو كنت زوجك لشربتها)).
وسئل (برنارد شو) ذات مرة عن إحدى النساء إن كانت جميلة أم لا.. فقال: ((..دعني أراها عندما تستيقظ من نومها صباحا……….!))
ومن مواقف الطريفة لـ(برنارد شو) أيضا، انه كان ذات مرة يتجول في المكتبات التي تبيع الكتب القديمة،
فهو كثيرا ما كان يتردد إليها، فوجد إحدى كتبه بين تلك الكتب
وحين رفع ليتصفح كتابه هذا فوجئ بتوقيه في إهداء خاص إلى احد أصدقاءه، وعلى الفور قام (برنارد شو) بشراء هذه النسخة وكتب تحت الإهداء الأول:
((جورج برنارد شو يجدد تحياته إلى من يحترم الكلمة حق الاحترام …..!))، وأرسل النسخة بالبريد المضمون إلى هذا الصديق .
ومن مواقفه الطريفة أيضا،
حين التقى (ستالين) زعيم (الاتحاد السوفيتي) الذي كان (برنارد شو) من اشد المعجبين ومن المتحمسين ومن المؤيدين لتجربة (السوفيتية)، فجرى بين الشخصين حديث مطول لأكثر من ساعة وعند ختامه قال (ستالين) عن (برنارد شو) انه ((متعب لكنه مخلص وصادق)).
فقال (برنارد شو) عن (ستالين) :
(( إنني شديد الإعجاب بهذا (الجورجي) الذي كان بإمكانه أن يكون ابن غير شرعي لكاردينال ارستقراطي)). ويقال أن (ستالين) أعجبته هذه الملاحظة وظل طوال سنوات يرويها في مجالسه الخاصة .
و يذكر بان (برنا رد شو) حين زار (ستالين) كانت ترافقه زوجته السيدة (أستور)، والتي لم تكن تتعاطف مع التجربة (السوفيتية) ولا مع (ستالين) تحديدا، علما بان (ستالين) كان مسبقا يعلم بهذه المعلومة، ومع هذا وافق بمقابلته لها احتراما لزوجها (برنا د شو) وحين قابلته سألته:
((متى يا سيدي الرئيس ستتوقف عن قتل الناس بنفس الطريقة التي كانت تجري أيام القيصر..))، ويبدو إن (ستالين) كان يتوقع منها هذا السؤال بكونه كان لديه معلومات عن مواقفها حتى قال لها مبتسما:
((حين يتحقق السلام)) .
ومن طرائفه أيضا
إن (تشترشل – رئيس وزراء أنكترى آنذاك) كان صديقا حميما لـ(برنارد شو) وكان يحب التحرش معه ليستمتع بسخرياته، فقال لـ(برنارد شو):
((.. إن من يراك يا (شو) – و (شو) هي كلمة مختصرة كانت تطلق لـ( برنارد شو) – يظن أن في (إنجلترا) مجاعة، حيث كان (برنارد شو) ذو بنية نحيفة جدا، بينما كان (تشيرشل) بدينا….!))
فأجاب (برنارد شو) على الفور:
((.. ومن يراك يعرف سبب هذه المجاعة….!)).
ومن مواقف أخرى بين الرجلين هي انه ذات مرة أرسل (برنا رد شو) بطاقة دعوة إلى (تشيرشل) لحضور عرض إحدى مسرحياته ورفق معها ملاحة كتب فيها، ((بإمكانك إحضار صديق معك إن كان لك صديق…..!)).
فرد (تشيرشل) الدعوة معتذرا، بكون لديه ارتباط أخر، ورافق رده بملاحظة تقول:
((أرجو أن ترسل لي بطاقتين للعرض التالي إذ كان هناك عرض……)) .
طرائف برنارد شو
أما طرائفه عن (المرأة) نذكر منها
((.. لم أشاهد في حياتي (امرأة) إلا ولها من القبح ما يغطي جمالها ……! )) .
((.. الزواج حياة شراكة، الرجل يقوم بالتدبير، والمرأة بالتبذير ……! )) .
((.. بعض النساء لديهن القدرة على تسلية أي رجل إلا الزوج…..! )) .
((.. الشخص الوحيد الذي يأمر (المرأة) بالصمت فتطيعه، هو المصور ….! )) .
((.. من قال أن (المرأة) ليس لها رأي….! (المرأة) لها كل يوم رأي جديد ….! )) .
((.. هناك رواية بوليسية مسلسلة يقبض فيها على الجاني من أول فصل….إنني أعني رواية الزواج…….! )) .
((.. (المرأة) الذكية ليست بحاجة لحق الاقتراع ولا تمانع بأن تترك الرجل يحكم طالما أنها تحكمه…….! )) .
((.. إخلاص (المرأة) كالتوابل، الإكثار منها يضر والإقلاع منها يمنع اللذة……! )) .
((.. تقلق (المرأة) على المستقبل لحين إن تجد زوجا، و يقلق الزوج على المستقبل بعد أن يجد زوجة ……! )) .
((.. يشعر (الرجل) بقوته فيغدق رحمته على (المرأة)، وتشعر (المرأة) بضعفها فتقسو على (الرجل)…..! )) .
((.. (المرأة) هي (جمع) للهموم و (طرح) للأموال و(مضاعفة) للأعداء و(تقسيم) للرجال…..! )) .
((.. لتختبر مدى تهذيب (الرجل) أو (المرأة) راقب سلوكهم أثناء التشاجر…..! )) .
ومما قاله (برنارد شو) في الحكمة:
((.. نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل…..! )) .
((.. الصمت هو أفضل تعبير عن الاحتقار……! )) .
((.. اختر الصمت كفضيلة؛ لأنك بفضله تسمع أخطاء الآخرين.. وتتجنب أن تقع فيها…..! )) .
((.. الموضة كالوباء تنتشر بسرعة…..! )) .
((.. إن طريق الحياة تمر عبر مصنع الموت….! )) .
((.. لا يمكن أن تكون بطلا ما لم تختبر الجبن……! )) .
((.. لقد علمتنا التجارب أن الإنسان لن يتعلم أبدا من تجاربه…..! )) .
((.. يمكن للإنسان أن يصعد أعلى القمم، لكن لا يمكنه البقاء هناك طويلا……! )) .
((.. الإنسان الذي لا يعرف كيف يعيش: يستحق الموت……! )) .
((.. لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا.. إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب…..! )) .
((.. القاعدة الذهبية هي أنه لا يوجد قواعد ذهبية…..! )) .
((.. لو كان لديك تفاحة ولدي تفاحة وتبادلناهما بيننا سيبقى لدى كل منا تفاحة واحدة، لكن لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هذه الأفكار، فعندها كل منا سيكون لديه فكرتين…..! )) .
((.. إنني أغفر لـ(نوبل) أنه اخترع الديناميت، ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل . )) .
((.. ليس هناك سوى دين واحد ولكن بمئات من النسخ…..! )) .
((.. السعادة كالقمح ينبغي ألا نستهلكه إذا لم نساهم في إنتاجه……! )) .
((..طالما لدي طموح فلدي سبب للحياة لان القناعة تعني الموت…..! )) .
((.. عليك أن تعتني بنفسك وبأناقتك، لأنك النافذة التي من خلالها يجب أن ترى العالم …..! )) .
((.. تمتع بصحتك قبل أن يصيبك المرض، وأنفق كل ما لديك قبل أن تموت….! )) .
((.. النجاح ليس عدم فعل الأخطاء, النجاح هو عدم تكرار الأخطاء….! )) .
((.. استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط على الورق……! )) .
((.. عندما يكون الآخر قريبا؛ نفكر بحسناته وإلا سيكون تحمله أمرا صعبا، ولكن في غيابه نسلي أنفسنا بتذكر مساوئه…….!)) .
أقوال برنارد شو في السياسة
إما أقواله في السياسة
((.. الانتخابات هي رعب معنوي مثلها مثل الحروب، إلا أنه لا تسفك فيها الدماء، لكنها بالنسبة للمتورطين فيها مثل الوقوع في الوحل……! )) .
((.. السلطة لا تفسد الرجال، إنما الأغبياء إن وضعوا في السلطة فإنهم يفسدونها…….! )) .
((.. الاغتيال هو إجراء متطرف من الرقابة…….! )) .
((.. أول شرط للاستمرار هو إلغاء الرقابة……..! )) .
((.. الحرية هي المسؤولية. ولهذا يخشاها معظم الرجال….! )) .
((.. تعلمت منذ زمن ألا أتصارع مع خنزير أبدا، لأنني سأتسخ أولا ولأنه سيسعد بذلك…..! )) .
((.. (الإنسان) هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي.. بينما لا يشكل (الأسد الشبعان) أي أذى؛ فليس لديه أي مذاهب أو طوائف أو أحزاب……!)) .
وهذه الأنماط من السخرية الهادفة تخللت في معظم مسرحياته مما أعطت لها طابعا متميز استقطبت الجماهير إليها بما إثارته في فكر ووعي وأحاسيس المتفرج،
وكانت هذه (السخرية) بمثابة ترجمة صادقة لمشاعر الشعب تطرح خلجاتهم وتعبر عن حياتهم بما يعتريها من آلام.. وأحزان.. وبؤس.. وشقاء.. وآمال.. وأفراح،
وهكذا كان (برنارد شو) يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية من خلال تجربة الحياتية؛
لذلك اتجه في كتابة مسرحياته اتجاها اجتماعيا كناقد ومفكرا ليعبر عما تعانيه الطبقات السحيقة في المجتمع وتحديدا (الطبقة العمالية)
التي كانت وكما التمسها من خلال تجربته في الحياة من استغلال.. واستعباد.. وقهر.. وحرمان.. وحالة الاغتراب التي كانت تسود أوساط هذه الطبقات،
لذلك عمل في مسرحه على تسليط الضوء عن معاناة هذه الطبقات من اجل تحريضهم وتوعيتهم وتقويمهم؛
ليضطلع بالمسرح من مقولة (الماركسية) بمحاولة ((تغيير العالم بدلا من تفسيره…))،
لان وظيفة المسرح (الاجتماعي) الذي التزم (برنارد شو) بمبادئه جعله مرآة تعكس آراءه (الاشتراكية) التي تسعى إلى إزالة الفوارق الاجتماعية بين الطبقات؛ ليعبر عن مصالح العمال وأمالهم
، مسرح يتخذ من (الكوميديا) و(تراجيديا) اتجاها يمزج بينهما؛ فكان حريصا بان يقدم نصا(ميلودراما) يمزج بين الدمعة والضحك،
لذلك حرص على تقديم مسرحا يتميز بناءه بوضوح الدراما مع شخصيات التي تقدم نفسها بنفسها وهي ترى وتلمس الحياة من خلال الأخر أو الآخرين،
لذلك يكون الإنسان في مسرح (برنارد شو) أهم من الأداء التمثيلي وديكور المسرح لان تركيز مسرحه يقوم على الفكر (الاشتراكي)،
ومن هنا تكمن صعوبة فهم مسرحه دون التوغل لمعرفة هدف المسرحية وطبيعة شخصياتها،
كون (برنارد شو) كما أوضحنا سابقا انتمى إلى (الفابية الاشتراكية) وهو مذهب الذي يتجه اتجاها (اشتراكيا) ويدعو إلى المساواة والابتعاد عن الحروب وسفك الدماء دون سبب كما طرحها في مسرحية (الأسلحة والرجل) ،
وبدل عن ذلك يجب الاعتماد على سياسة الجدل الفكري والحوار والنقاش كلغة بديلة عن الحروب متأثرا بآراء (هيغل) في الجدلية ومن خلال هذا الجدل كان (برنارد شو) يعالج القضايا الاجتماعية في مسرحياته،
كما نلاحظ ذلك في مسرحية (بيت محطم القلب) و مسرحة (بيوت الأرامل)
كما وانه كان حريصا على إن يسكب مسرحياته بنكهة كوميدية ساخرة
كما نلاحظ ذلك في مسرحية (جزيرة جان بول الأخرى) التي تمتلئ مشاهدها من مقاطع مضحكة والى أقصى درجات الضحك .