فيكتور هوجو قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع ، مقال مطول للكاتب فؤاد الكنجي تناول فيه حياة الكاتب ، وأعماله الأدبية وأشعاره
فيكتور هوجو قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
فواد الكنجي
المدخل
لا يمكن الحديث عن (فيكتور هوجو 1802 – 1882) دون الخوض في جوهر شخصيته باعتبارها مرآة التي تعكس كل المواصفات النفسية والعقلية له؛
والتي تكونت عبر تأثيرات البيئة وتجارب الحياة والعادات والتقاليد والخبرات اليومية والتي تتغير وتتجدد حسب ظروف الزمان والمكان والمواقف؛
وهي التي تمهد في تميز هذه الشخصية عن تلك في جملة من الخصائص العقلية والجسدية والمعرفية والوجدانية والمزاجية والتي يتم التعرف عن هذه الشخصية من خلال علاقاتها مع الآخرين؛
ومن خلال المواقف السلوكية عند الإقدام بأي فعل أو تفكير في موضوع (ما)؛
ذاتيا كان أو موضوعيا؛
ومن خلال ذلك يتم التعبير عن تلك المواقف والتأثيرات في العمل الإبداعي فنيا كان أو أدبيا،
فأي عمل إبداعي لا يمكن تحليله أو تفسيره إلا وفق هذه الرؤية..
وهذه المؤثرات التي هي من تحفز الكاتب أو الفنان الإقدام إليه لتعبير عن مكنونات المؤثرة في ذاته .
فالإعمال الإبداعية التي قدمها (هوجو) ما كانت تأخذ مكانتها في الأدب العالمي إلا وهي مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الصادقة والمعبرة عن واقع الذي عاشه الأديب؛
فقدمها في نصوصه بكل وفاء لتوقع في النفس نفس قوة التي انطلق منها مشاعر المبدع .
فـشخصية (هوجو) استطاعت بعطائها الإبداعي إن تتخطى حدود (فرنسا) كروائي.. وشاعر.. ورسام.. وسياسي.. ومفكر.. واكب إحداث عصره بكل تجلياتها كشخصية مدافعة عن حقوق الشعوب ونضالها من اجل الحرية والعمل على رفع مستوى الوعي والتعليم وتثقيف الجماهير ورفع مستواهم ألمعاشي،
ولهذا كان نضاله نضالا سياسيا وفكريا احتلي مكانة مرموقة ليس في تاريخ بلاده (فرنسا) فحسب بل في تاريخ العالم الحر .
فالصورة الأدبية التي قدمها (هوجو) تجعلنا نربط الحدث بواقعه وما يحمله من معطيات فكرية تخفي في طياتها الكثير من صفاته الشخصية وذكاءه والمؤثرات الاجتماعية والنفسية وطبيعة البيئة التي أثرت وتأثر بها؛
ومحاولته في إيجاد نوع من التوازن بين شخصيته ومحيطه،
لان الأديب يجدد سلوكه وخبرته وطموحاته ورؤيته المستقبلية وفق محددات التي تفرضها عليه البيئة،
فشخصية (هوجو) لا يمكن تفسيرها إلا وفق هذا التأثير بين ما هو (نفسي) و(موضوعي) أو بين (الداخل) و(الخارج)،
فالتأثير والتفاعل بين هذين المصدرين تتم عملية تبادل وتكامل في سلوك الأديب أو الفنان لتعبير؛
الذي هو إنتاج ملاحظات وتسجيل صور في مخيلة المبدع،
لتأتي قدرات المبدع العقلية في تشذيب الصور وتحسين إخراجها بصور التي هي أكثر تعبيرا وإحساسا وتأثيرا عند المتلقي وهذه القدرات العقلية عند الأديب أو الفنان هي التي تعلو وتتقوى وفق ثقة الأديب بنفسه،
رغم كل الضغوطات المواقف التي يمر بها،
فهو يغضب.. ويثور.. وينفعل..
ويتصرف وفق انضباط عالي واثق بنفسه لا يهتز بالمؤثرات الجانبية أو الإغراءات المادية،
فعقل و روح المبدع تدفعانه معا للقيام بحركة العمل وبذل الجهد لتقيد بما هو واقعي ومعبر عن معانات الشعب وعن روح العصر؛
وهو ما قام به (هوجو) دون إن يدعو أي جانب سلبي من الخوف.. والقلق.. التردد.. والانكسار.. إن يؤثر في مشاعره وثقته بنفسه وبما يقدمه .
- فيكتور هوجو الفنان الذي قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- سيرة حياة فيكتور هوجو ،وأعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو ، رواية البؤساء ، أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو ، رواية أحدب نوتردام .. أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو الأخرى
- أشعار فيكتور هوجو
- الخاتمة .. فيكتور هوجو الفنان الذي قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع