لماذا نكرر العلم ؟ مقال للكاتب يزن الغانم تناول فيه مسائل تكرار العلم والفوائد المترتبة على ذلك
لماذا نكرر العلم ؟
بقلم : يزن الغانم
فوائد تكرار العلم
بسم الله والحمد لله؛ أما بعد:
فهذه أسطر في بيان فوائد تكرار العلم مرة بعد مرة، ولماذا نكرر العلم، وأن هذه طريقة أهل العلم سلفًا وخلفًا.
الفائدة الأولى:
في عدم نسيان العلم؛ فآفة العلم النسيان وعلاجها التكرار، وكلما كان التكرار أكثر، ثبت العلم أكثر.
وكلمات أهل العلم في ذلك كثيرة؛ فقد روى الإمام الخطيب البغدادي عن علقمة قال: “أطيلوا ذكر الحديث؛ لا يدرُس”؛ [شرف أصحاب الحديث، (ص: ٩٧)].
الفائدة الثانية:
في ترسيخ وفهم العلم أكثر، وهذا ما كان يصنعه العلماء.
ومن أمثلة ذلك قول الإمام المزني: “قرأتُ كتاب الرسالة للشافعي خمسمائة مرة، ما من مرة منها إلا واستفدت منها فائدة جديدة لم أستفدها في الأخرى”؛ [مناقب الشافعي للبيهقي (٢٣٦/ ٢)].
الفائدة الثالثة:
في حصول الموعظة والذكرى؛ لأن العلم هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فيحصل به الموعظة والذكرى، ولو كان عندك به علم مسبق؛ لذلك قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].
الفائدة الرابعة:
في الأجر والثواب الحاصل بالتكرار، فمن المعلوم أن طلب العلم من أجل العبادات وأعظم القربات.
وبما يحصل للطالب في كل مرة يقرأ فيها من الآيات ومن الأحاديث، وبما يكون من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند كل حديث، إلى غير ذلك من الفوائد.
الفائدة الأخيرة:
في مسألة متعلقة بتكرار العلم.
العلم وكتب العلم من حيث التكرار على نوعين:
تكرار كتب الأصول وأمهات العلوم، وهذا لمن تأمل صنيع العلماء في كل زمان.
فمنهم من كرر قراءة كتب السنة من صحيح البخاري ومسلم وغيرها من كتب الأصول عشرات المرات وأكثر.
فعن سليمان بن إبراهيم أنه مَرَّ على صحيح البخاري مائةً وخمسين مرَّة ما بين قراءة وسماعٍ وإسماعٍ؛ [الضوء اللامع (٢/ ٢٥٩، رقم ٩٧٩)].
والنوع الثاني: كتب تقرأ مرة وتكون من مُلَح العلم لا من عُقَده، وقد يحتاج إلى تكرارها في بعض الأحيان.
الخاتمة:
إياك يا طالب العلم أن تمَلَّ أو تكلَّ من تكرار العلم، وتأمل في مسائل العلم من مثل مسائل الحج كيف هي واضحة وحاضرة عند العلماء، وذلك لتكرارها عليهم كل سنة.
وكما قيل: لا بد للفقيه أو العالم أن يمر على أبواب العلم على الأقل كل سنة مرة.
والله الموفق والمستعان أولًا وآخرًا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.