الحياة الاجتماعية لليهود ، من بحث مصادر ومؤسسات التربية لدى أهل الكتاب زمن العصر النبوي د. احمد حسن لبابنه ود. عصام حمد عبابنه
الحياة الاجتماعية لليهود
مصادر ومؤسسات التربية لدى أهل الكتاب زمن العصر النبوي
كان مجتمع اليهود ينزلون مجتمع السيول: سيل بطحان، والعقيق، وسيل قناة، وخرجت قريظة وإخوانهم بنو هذل وعمرو فنزلوا بالعالية على وادي مزينيب ومهزوز، فنزل بنو النضير على مزينيب، ونزل بنو قريظة وهذل على مهزوز.
وكانوا أول من احتفر فيها الآبار، واغترس الأشجار وابتنوا الآطام والمنازل.
ومن أولاد هذل أو هدل ثعلبة، وأسد ابنا ستيه، وأسد بن عبيد، ورفاعة بن سموأل وكنيت وفيه ابنا هذل.
وكان بنو قينقاع يسكنون عند منتهى جسر بطحان مما يلي العالية، ونزل بنو حجر عند المشربة التي عند الجسر، ونزل بنو زعورا عند مشربة أم إبراهيم، ونزل بنو وزيد اللات قريبا من بني غضينة.(سالم،2000)
وقد انتشر اليهود جماعات استقرت في مواضع المياه والعيون من وادي القرى وتيماء وخيبر إلى يثرب، فبنوا فيها الآطام لحماية أنفسهم وأرضهم وزرعهم من اعتداء الأعراب عليهم.
وكان يقيم في (تفنا) عند ظهور الإسلام قوم من اليهود اسمهم (بنو جنبة) ، وقد كتب إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أهل (تفنا) يدعوهم إلى الإسلام أو إلى دفع الجزية.
وكتب إلى قوم يهود اسمهم (بنو عادياة) وإلى قوم آخرين اسمهم (بنو عريض). (ابن سعد،1960)
وسكن اليهود يثرب، سكنها بنو عكرمة، وبنو ثعلبة، وبنو محمر، وبنو زعورا، وبنو قينقاع، وبنو زيد، وبنو النضير، وبنو قريظة، وبنو بهدل، وبنو عوف، وبنو القصيص، وبنو ماسلة سكن هؤلاء المدينة وأطرافها،
وكان يسكن معهم من غير بني إسرائيل بطون العرب منهم : بنو الحرمان حي من اليمن،
وبنو مرثد حي من بلى، وبنو نيف وهم من بلى أيضا ، وبنو معاوية حي من بني سليم، ثم من بني الحرث بن بهته، وبنو الشطية حي من غسان.(علي، 1970)
وكانت يثرب تضم مع اليهود قبل أن يسكنها الأوس والخزرج قبائل بنو عكرمة، وبنو ثعلبة، وبنو محر، وبنو زعورا، وبنو قينقاع، وبنو زيد، وبنو النضير، وبنو قريظة، وبنو بهدل، وبنو عوف، وبنو القصيص،
وفي يثرب أقام هؤلاء اليهود الحصون( الآطام) على قمم الجبال ليتحصنوا بها في أوقات الحروب، ويلجأ إليها النساء والشيوخ والأطفال،
وكثيرا ما كان اليهود يتعرضون لغزو الطامعين في أموالهم وحاصلاتهم الزراعية من الأعراب، والبطون اليهودية الأخرى.
ومن أشهر تلك الحصون حصن الأبلق للسموأل، وحصن القمومي لبني أبي الحقيق وحصون السلالم والوطح لقوم سعد بن معاذ .(آرنولد،1978)
اندمج اليهود في حياة العرب الوثنيين وتعلموا لغاتهم وتكلموا العربية وأخذوا بالكثير من العادات العربية خاصة وقد تأثر هؤلاء اليهود بجيرانهم العرب فانقسموا إلى قبائل وبطون، واتخذوا اسماء عربية وكانت لغتهم العربية لكنها غير خالصة،
مشوبة بالرطانة العبرية لأنهم لم يتركوا استعمال اللغة العبرية تركا تاما، بل كانوا يستعملونها في صلواتهم ودراستهم،
فكان من الضروري أن يدخل في عربيتهم بعض كلماتها. (أرنولد، 1978)
وأكبر هذه القبائل اليهودية ثلاث: بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو قينقاع.
عاشت في معازلها من يثرب وبجوارهم أقامت بطون يهودية صغيرة،
وتأثر اليهود بجيرانهم العرب فانقسموا إلى قبائل وبطون، واتخذوا أسماء عربية،
وكانوا يتخاطبون بالعربية، ولكنها كانت عربية تتداخل فيها رطانة عبرية،
ولكنهم ظلوا مع ذلك يؤلفون طبقة متحاجزة عن العرب فكانوا يحافظون على انتسابهم إلى المدن والأقاليم التي قدموا منها، كما أنهم وضعوا لمعالم يثرب ومواضعها أسماء عبرية،
فوادي بطحان يعنى بالعبرية ( الاعتماد)، ووادي مهزوز معناه مجرى الماء، وبئر أريس لا ينسب إلى شخص بهذا الاسم، ولكن أريس تعني باللغة العبرية الفلاح الحارث.(الشريف،1993)
وكان اليهود يخشون على أنفسهم من جيرانهم العرب، ولعلهم أدركوا أن قراهم الخصبة ومزارعهم الغنية بالأشجار وبالثمار، ووديانهم التي تفيض بالمياه ،
وآبارهم وعيونهم العديدة، سوف توجه إليهم أنظار عرب الصحراء، ولذلك عمدوا إلى الإكثار من بناء الآطام والحصون،
وازدادت هذه الحصون كثرة بعد نزول الأوس والخزرج وتطلعهم إلى السيادة الفعلية على المدينة.(سالم، 2000)
إن اليهود قد مارسوا أعمالا كان يأنف منها العرب وهي الصناعة، وبعض التجارة في أسواق ثابتة،
في الوقت الذي لم يكن للعرب هذه الأسواق حيث أن أسواق العرب موسمية ومتنقلة،
فمن سوق عكاظ إلى ذي الحليفة إلى منى إلى رحلتي الشام واليمن (الصيف والشتاء).
أما اليهود على العموم فقد استقروا في أسواقهم خاصة في يثرب.
فسوق بني قينقاع كان من جملة الأسواق الكبيرة التي يتاجرون به بمختلف البضائع وخاصة الذهب، أما الصناعات فقد كانت السلاح على رأسها،
ولقد أفادتهم هذه المهنة بتحديد الأسلحة إلى المتحاربين العرب في أيامهم التي أعجزت المؤرخين عدها وحصرها، ولا ينتهي يوم إلا ويتلوه يوم آخر أشد وأقسى.
وهذه الصناعة جعلت لهم قوة ذاتية، ربما حمتهم في بعض الأحيان من جيرانهم، لم يتزوجوا من الوثنيين ولم يزوجوهم ،
وما كان من فسق ملكهم- إن صحت الرواية وهي بعيدة عن الصواب- فإن هذا شأن خاص،
أما هم فقد آثروا الاعتزال ضمن حدودهم وآطامهم وحصونم. (آل الشيخ،1983)
قبائل اليهود :
ذهب الإخباريون إلى أنها بلغت أكثر من عشرين بطنا، وربما بلغ عدد رجال هذه القبائل البالغين أكثر من ألفين. (مهران،1977)
وعرف في التاريخ الإسلامي من هذه القبائل ثلاث، كانت ذات بأس وقوة، وعدد كبير، وصاحبة أملاك وهم : بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، ويأتي هذا الترتيب حسب زمن اصطدامهم بالمسلمين.
ولقد ارتأينا الوقوف عليهم دون غيرهم نظرا لاحتكاكهم بالأنصار قبل الإسلام وبعده، وموقفهم من المسلمين بعد ذلك، وبأنه كان لتأثيرهم في حياة العرب في المدينة أكثر من غيرهم،
ويضاف إلى هذه القبائل الثلاث العرب المتهودون باعتبار أنهم لعبوا دورا كبيرا في حياة المدينة أيضا.
مواقع اليهود في الحجاز- عدا المدينة:
1. خيبر: وقد اشتهر يهود خيبر من بين سائر يهود الحجاز بشجاعتهم، وخيبر موضع غزير المياه كثيرة،
وقد عرف واشتهر بزراعته وبكثرة ما به من نخيل،
وعند إجلاء اليهود عن خيبر تفرقوا فذهب بعضهم إلى العراق، وبعض آخر إلى الشام، وبعض منهم إلى مصر.
وقد بقوا في هذه المناطق متعصبين لوطنهم القديم خيبر ينادون بشعارهم الذي كانوا ينادون به قبل الإسلام وهو (يا آل يثرب).(آل الشيخ، 1983)
2- تيماء: من المواضع القديمة وقد سبق القول بأن الملك (بنونيد) قد أقام زمانا فيها حيث اتخذها عاصمة له، وهي في موقع حسن، وملتقى طرق هامة يسلكها التجار،
وقد استبد بها اليهود فأقاموا بها وجعلوها من أهم مستوطناتهم في الحجاز.
استغلوا أرضها فزرعوها، واستنبطوا الماء من الآبار،
بالإضافة إلى واحتها ذات المياه العذبة الغزيرة التي كانت ذات فضل في تكوين هذا الموقع وإعماره،
وقد ذكرت في شعر (امرئ القيس) وفيها حصن السموأل بن عاديا المذكور في قصص امرئ القيس الشاعر. (البلاذري،1956)
وبعد أن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر،
وبلغ أهل تيماء ما حدث لإخوانهم في خيبر ووادي القرى وفدك قبلوا الجزية وصالحوا الرسول في سنة تسع للهجرة فضمن لهم بذلك حرية بقائهم في دينهم.
وعلى تيماء كان يشرف حصن السموأل (الأبلق)، وقد نعتت تيماء في بعض الأشعار بتيماء اليهود. (الحموي، 1957)
وتوجد اليوم بقية للأبلق الفرد الذي افتخر السموأل به، وكذلك يهود تيماء، وليس بمستبعد أن يكون ذلك الحصن من بقايا قصر (بنونيد)،
أو من بقايا قصور رجاله، أو من بقايا أبنية غيره ممن نزل هذا المكان، وقد يكون بناء أقامه السموأل وبناه بحجر تلك الأبنية القديمة، وقد أكسب قصر السموأل هذا الموضع شهرة،
وأكسبه خبر وفاء السموأل شهرة كذلك على النحو المذكور في كتب الأدب والأخبار. (علي،1970)
3- فدك: موضع آخر من المواضع التي غلب عليه اليهود، وسكانه مثل أغلب يهود الحجاز مزارعون، عاشوا على الزراعة كما اشتغلوا بالتجارة وببعض الحرف التي تخصص بها اليهود مثل الصباغة والحدادة والنجارة،
والموضع من المواضع القديمة التي يعود عهدها إلى ما قبل الإسلام
وقد ذكره الملك بنونيد في جملة المواضع التي زارها والتي خضعت لحكمه في الحجاز، وكان رئيس فدك عند ظهور الإسلام وهجرة الرسول إلى يثرب( يوشع بن نون).(غضبان، 1993)
4- وادي القرى: وهو من المواضع التي غصت باليهود، فكان أمكثر أهلها منهم، وقد كان يهوده من المزارعين، وقد حفروا بها الآبار، وتحالفوا مع الأعراب، عاشوا معهم متحالفين يعملون بالزرع،
وقد غزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم سنة سبع للهجرة على أُثر إصابة (مدعم الأسود) مولى الرسول بسهم غارب قتله.
وهو مولى مولد من (حسمى) كان أهداه (رفاعة بن زيد الجذامي) أو (فروة بن عمرو الجذامي).(آل الشيخ،1983)
5- وكان من بين أهل مقنا وأيلة في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم قوم من اليهود كذلك.
وكذلك أهل بقية القرى الواقعة في أعالي الحجاز وعلى ساحل البحر الأحمر، وقد صالحوا الرسول على الجزية، وبذلك ضمنوا لهم البقاء في هذه الأنحاء.
ومن هؤلاء اليهود (بنو جنبه) وهم يهود من (مقنا) ، و (بنو غاديا)، و (بنو عريض).(أبو الفضل،1980 )
6- وكان بالطائف قوم من اليهود طردوا من اليمن ويثرب فجاؤوا إليها،
ولم تكن قد أسلمت بعد فأقاموا بها للتجارة، فلما صالح أهل الطائف الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يكون يسلموا ويقرهم على ما هم في أيديهم من أموالهم، وركائزهم،
واشترط عليهم أن لا يرابوا، ولا يشربوا الخمر، وكانوا أصحاب(ربا)،
وضعت الجزية على يهودها وبقوا فيها ومن بعضهم ابتاعوا أمواله بالطائف. (أبو الفضل، 1980)
7- ويظهر أنه لم تكن لليهود جاليات كبيرة في جنوب المدينة حتى اليمن لعدم إشارة أهل الأخبار لهم،
وإن كنت لا أستبعد وجود أفراد وأسر منهم في مكة وفي عدن وفي المدن التي اشتهرت بالتجارة كبعض موانئ البحر الأحمر، وموانئ سواحل العربية الجنوبية،
غير أن وجودهم في هذه المواضع لم يكن له أثر واضح مهم، فلم يتجاوز محيط التجارة والاتجار. (أبو الفضل، 1980)
الحياة الاقتصادية عند اليهود :
انتشر اليهود في نواحي البلد كلها إلى العالية، وابتنوا فيها الآطام والأموال والمزارع، وكان للآطام أهمية كبيرة إذ يلجأون إليها عندما يهاجمهم الأعداء.
وكانت مأوى للنساء والأطفال والعجزة حين يخرج الرجال للقتال، كما كانت تستعمل كمخزن للغلال والثمار والحاصلات الزراعية والسلاح والأموال.
وكان يوجد في كل آطم بئرا أو أكثر يستقى منه أهله.
وإذا هاجمهم عدو لجأوا إلى الآطام، كما كانت هذه الآطام تشتمل على المعابد لأداء الطقوس الدينية.
وربما يرجع السبب في كثرة ما بنى اليهود من آطام إلى إحساسهم بعدم الاستقرار وخوفهم من هجوم القبائل عليهم.(الشريف، 1993)
كان اليهود يزرعون الأراضي التي يعيشون بها وينتجون ما يحتاجه الأهالي
وكانوا يزرعون تحت النخل، ومزارعهم غنية بالأشجار والثمار. لأن أرض المدينة بركانية خصبة وتتوفر فيها المياه بغزارة.
وكانت النخيل هي أهم المزروعات، ويأتي بعدها الشعير، كما كان يزرع القمح والكروم والفواكه مثل الرمان.
وأثرى اليهود كثيرا من الزراعة ومنهم مخيريق اليهودي الذي كثرت أمواله من النخل.( ابن هشام، )
وكانت المدينة موطنا من مواطن صناعة الأسلحة من دروع اشتهر اليهود بصناعتها وروجوا لها،
واشتهروا بصناعة السيوف والسهام ، فقد غنم المسلمون من بني قريظة 1500 سيف، 2000 رمح، 1500 فرس، 300 درع.
وكان اليهود يصرفون صناعاتهم من حلى وسلاح لأهل مكة المكرمة والطائف وخيبر
وكانوا يتبادلون المنافع معهم وفي نفس الوقت يمتار أهل مكة المكرمة ما يحتاجون إليه من تمر المدينة. (الشريف، 1993)
ومن الصناعات التي اشتهروا بها الصياغة وبالذات بنو قينقاع ، فكان بالمدينة منهم ثلاثمائة صائغ.(الطبري، 1988)
كما ازدهرت الصناعة من نسيج ونقش وحدادة وبناء ودباغة وما إلى ذلك. (طلس، 1979)
وأكثر الصناعات التي قامت في المدينة تعتمد اعتمادا كليا على الإنتاج الزراعي، مثل صناعة الخمور من التمر، وصناعة المكاتل، والقفف من سعف النخل،
والنجارة من شجر الطرفاء والأثل، وهو شجر كبير يكثر في غابة المدينة.(سالم، 2000)
وكان اليهود بالمدينة يتاجرون مع الشام، ويحضرون لأهل المدينة ما يحتاجونه إليه من تجارات،
واشتهر منهم أناس أمثال أبي رافع سلام بن أبي الحقيق اليهودي،
وكان تاجرا بأرض الحجاز، وعبد الله بن أبي بن سلول كان له ثروة كبيرة جمعها من عدة طرق منها التجارة.
وكانوا أذكياء في معاملاتهم التجارية؛ مما جعل تجارة المدينة وثروتها في أيديهم، وتاجروا أيضا بالخرز.
ولقد لعب يهود الحجاز دورا هاما في الحياة الاقتصادية فكانت لهم قصور وثروات ومتاجر ومصارف وحوانيت ومصانع،
وكان منهم الصناع والصياغ والحدادون والنجارون وعوفوا كثيرا من أنواع المتاجرة من الصيارفة والربا والحيل التجارية الأخرى التي اتخذها عنهم العرب المقيمون معهم.
وبهذه الوسائل تكدست الأموال الطائلة عند اليهود وأصبح تجارهم يكونون طبقة عظيمة الثراء.( ابن سعد،1960)
وكانت يثرب عند هجرة الرسول إليها في أيدي أصحابها الأوس والخزرج لهم السيطرة والسلطان ولليهود آطامهم وقلاعهم في خيبر وفي تيماء وفي بعض قرى وادي القرى،
وفي أعالي الحجاز عدا عن يثرب، يتاجرون ويزرعون ويقرضون الأموال بالربا الفاحش للأعراب، ويحترفون بعض الحرف مثل الصياغة،
وهي حرفة اشتهروا بها منذ القديم، ويعقدون الأسواق ليقصدها الأعراب للاتجار.
وكان جل اعتماد اليهود في هذه المنطقة عند ظهور الإسلام على التجارة ومعاطاة الربا والزرع وبعض أنواع الصناعة،
ومن الصناعات التي اشتغل بها اليهود النسيج، وهو من اختصاص نسائهم على الأكثر والصياغة وقد اختص بها بنو قينقاع، والحدادة، وهي صناعة يأنف منها العرب ويزدرونها ويرونها من الحرف الممقوتة الحقيرة.(علي،1970)
مصادر ومؤسسات التربية لدى أهل الكتاب زمن العصر النبوي
د. احمد حسن لبابنه
استاذ مساعد
جامعة البلقاء التطبيقية
كلية إربد الجامعية
د. عصام حمد عبابنه
وزارة التربية والتعليم
المجلس الأعلى للتعليم
أبو ظبي