Site icon حديقة المقالات

إيماننا الهش هو ما يجعلنا على قيد الحياة

إيماننا الهش

إيماننا الهش هو ما يجعلنا على قيد الحياة مقال بقلم الكاتبة فاطمة الزهراء أوداد

إيماننا الهش هو ما يجعلنا على قيد الحياة مقال بقلم الكاتبة فاطمة الزهراء أوداد ، الأيمان الحق هو التصديق الفطري الحق بأنك لله ، بأن الله قادر على تغيير كل شيئ بحرفين في أقل من لمح البصر

إيماننا الهش هو ما يجعلنا على قيد الحياة 

بقلم فاطمة الزهراء أوداد

إن ما يجعل المرء يطفو على بساط هاته الارض ملوحابيديه متيقنا بقدو م سفينة النجاة هو ايمانه الضعيف،

اللذي و رغم هشاشته ، شتاته و بعثرة مفاهيمه الاانه راسخ ثابث في قلبه ، 

يفر منه فرار الابن من أمه ثميعود اليه ،  لا ملجأ و لا مهرب منه الا اليه  كما يهرب الطفل الى حضن امه كلما  احس انه ليس بخير ، 

تعودالى قلبك فتجد فيه بعضا من الايمان ، ينبثق فيه منالامل و التفاؤل و الراحة و السكينة ما يسد حاجتك وما يكفيك لتلملم ما بك من شتات ، 

هذا القليل منالايمان يغنيك عن نصائح البعض و شماتة  الآخر .

إن  اعتقادك الصارخ بأن هناك قوة خارقة ستنقذكمن كل أمر يشوش عليك  هو إيمانك ، أمنك و أمانك موضعه قلبك يصب فيك من الاقرار  و الطمأنينة الكثير

 يمنحك القوة على الصبر و التحمل فتصبحالمحن منح ، فيها من الثواب و الأجر ما يذهبسيئات عملك. 

إن في القلب شعث

يقول ابن القيم رحمه الله  إن في القلب شعث : لايلمّه إلا الإقبال على الله، هذا الاقبال اللذي و رغم قلة مراته و رغم انك غالبا ما تجعله موطنك الأخير ،

باختياراتك الخاطئة لكثير من  الطرق  بحثا عنبصيص من الأمل ، 

الا نه يظل  بطاقتك الرابحة و أثمنالممتلكات ، تجني ثمار العودة اليه كلما جئت  منهارامنكسرا

 فتغدو منتصرا على كل ما املى عليك بهالشيطان ليوقع بك في بحر من الهموم و التفكيروالظلمات  …

ان الايمان بالله ، بوحدانيته  بقوته و جبروته ، بلطفه ورحمته  ، بملائكته و كتبه و كل رسله … 

هو مركبالنجاة ،موكب الهدوء و السكينة هو الصوت الهامسفيك أن كل شيئ سيكون بخير ، 

هو الشيئ اللذي لاتجد له تبديلا ، و لا تعديلا ، انه ملكك ، ثابث فيك لنيغادرك و لن يستطيع احدا انتزاعه منك كباقيأشياءك اللتي لست  عليها مسيطر .

شعور الحياة

أحيانا يعتريك احساس عظيم  يشعرك تارة أنك حي وان الكون حولك حي و ان هناك ما يستحق أن تعيش من أجل تحقيقه

و تارة بدونية الحياة و مدى سذاجةسعيك لتصل لاعلى المراتب الاجتماعية ، 

و بين هذا وذاك يحدثك ايمانك و تستشعر لذة هاته الآية : باسمالله الرحمان الرحيم :

(( و ابتغي فيما آتاك الله الدارالآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسنالله اليك )) . 

فتعمل جاهدا لتحقيق كل عمل يرفعك في ممرك  ويرتفع بك في مقرك ، فتحقق بذلك الغاية و الوسيلة وتعيش مرتاح البال موقنا بان الحياة فرص  وجبالظفر بها و السعي وراءها بقوة و عزيمة و التوكل أولا.

أصعب موقف

تذكر معي أصعب موقف تعرضت اليه ، من المؤكدأنك شعرت أنها  النهاية ، بلغت حينئذن أقسى مراحل الحزن ، 

أو ربما تعرضت لخيبات أمل و مواقف تمنيتفيها ان تتوقف الحياة حتى تعيد ترتيب  كل شيئ  ، 

أوحتى تتيقن أولا  أنك لست في كابوس ، و أن ما تمر به يحتاج الكثير من الصبر، لم تستطع حينها ترجمة إحساسك لمن حولك ، فحجم ما بأعماقك من عتمةيفوق الكلمات و التعابير ، 

تبحث عن حل هنا و هناك، ترفع عينك علو السماء ، فينبض قلبك و يهوّن عليكايمانك محدثا إياك بأن الله لن ينساك و انه سيجبرخاطرك و يحقق أمنياتك ، 

سيضيء ظلام جوارحك ويطفئ نار الخيبة و الحسرة ، 

فيرزقك النسيان ومرةالتناسي و أحيانا التجاهل أو اللا شعور  فتستصغر ، ماأصابك من ضر ، و تزهد في باقي النعم و تغزل خيوطالامل في الله  .

معنى الايمان الهش

إن معنى الايمان الهش هنا بدون أدنى ريب ، لا يرتبط بقضية التوحيد و الربوبية  لله وحده ،  بل بمعنى التصديق، 

التصديق الفطري الحق بأنك لله ، بأن الله قادر على تغيير كل شيئ بحرفين في أقل من لمح البصر

و أن كل شيئ عليه هين يسِر و أنه لا يعجزهشيئ في الأرض و لا في السماء 

و أن ما تعتقد أنهالنهاية ممكن أن يكون بداية لكل خير … حين تتنفس بهذا الايمان صدقني ،

 معظم ما يسبب لك الألمسينجلي و معظم ينابيع السعادة ستهيمن على فكرك، فلا ترجو شيئا سوى المزيد من القرب من الله .   

Exit mobile version