الدين والجنس و السياسة
بولنوار قويدر-الجزائر-
إنّ الثالوث (الدين والجنس والسياسة) قد وجدوا بوجود الانسان وعاش معهم وبهم أينما حلّ وارتحل سنة الله في خلقه ولكن رغم قدم وجودهم فمازالوا في عالم (سري للغاية)(top secret)
مما جعل كل كبير وصغير ومتعلم وغيره يسعى للغور في مجاهيل هذا الثالوث الذي إن انفكت منه بعض الطلاسم تعقدت أخرى بفعل فاعل(…)
1-السياسة جمعية سرية, الداخل فيها لا يبوح بسرها والخارج عنها لا يعلم شيئا عنها أي ما يسمى (الكواليس) طبخة شهية المذاق غريبة التحضير…يصدق عليها قول (ولادة بتن المستكفي بالله)
أنا والله مصلحة للعلى ***أمشي مشيتي وأتيه تيها
أكشف خدي لجميع الناس ***وأعطي قبلتي لمن يشتهيها
2-الدين: قد كثرت المشارب والنحل والطوائف فلم يستطع أي كان أن يعرف السبيل القويم فأختلط الحابل بالنابل وتشتت الافكار واصبح اصحاب المذهب الواحد متفرقين في الاصول ويعتبران خطان متوازيان وقد استحوذ على المنابر من جعل صفحات الجرائد والكتب المنسية مرجعا للفتوى والفقه ..فكيف لا يكون الدين وسيلة هدم وتشرذم لا وسيلة تقارب وتجميع عكس ما قرأنا عنه قديما رغم الاختلاف ولكن كانت نقاط تجمع بينهم وما الاختلاف إلا في الفروع
يصدق عليهم قول الله في كتابه:
3-الجنس:هذا المرغوب المنبوذ هو وسيلة من وسائل التدمير للقدرات على مختلف اصنافها رغم أنه نزوة ولكن مفعولها أكثر من القنبلة الذرية في وسط الفكر …
ومرد ذلك عدم تلقينه بالطرق العلمية السليمة والعقائدية المشروعة لأبنائنا حتى يتحرروا من عقدته المعقدة. فعلى المدارس والمساجد والاسر توصيل فهم الجنس على انه تلك العلاقة الطبيعية بين ذكر وانثى من اجل استمرار الحياة وازدهارها كما هو الحال عند الحيوان والنبات والانسان ليس شاذا عنهم وهو الارقى منهم وهكذا من التعاريف التي يعرفها اهل الاختصاص لتذويب هذه الصخرة (الجنس)
نستحيي من الحلال في مباشرة الزواج ونتباهى بفعل المحرمات لنفتخر بها في مجالس المجون ونجعل من ممارسة الزنا مهارة والاغتصاب شجاعة كلا والله إنّها فعل خزي وندامة ومن فعل البهائم الناطقة…كما تكره أن يفعل بأهلك عليك أن تنكره على غيرك…
خلاصة: لا يتحرر المجتمع من هذا الثالوث حتى تتحرر المدارس من التلقين المباشر للمعلومة دون فك طلاسمها بالتحليل والتركيب وبدون اعتلاء منابر المساجد روادها ممن عرفوا العلم والدين أمران متلازمان وهما سبيل الحياة الفضيلة ولا تقوم للمجتمع قائمة بدون ازاحة اصحاب المصالح الضيقة من بين جدران غرفة السياسة
بولنوار قويدر-الجزائر-