مركزية فتح زوبعة في فنجان مقال لمنير عطوان تناول قرار تشكيل حكومة وطنية تستثني منها حركة حماس ، وتدعم مشروع صفقة القرن واستمرار حصار غزة وشيطنة حماس
مركزية فتح زوبعة في فنجان
بقلم منير مروان عطون
على ما يبدو أن عجائز أوسلو قد بدأ يظهر عليهم معالم الكبر من خرف وزهايمر وارتجاف
حتى أصبحوا يهذون ويتخبطون بقراراتهم وسلوكياتهم ،
فكيف لا واصغرهم قد تجاوز السبعين من عمره حتى أصبحت مركزية حركة فتح أشبه ببيت للعجزه ،
أو أن العنجهيه التي تربو عليها والتي كانت تسيطر على عقلية وسلوكيات قيادات حركة فتح قبل عقود
وفي بداية انطلاقتها كحركة تحرر ما زالت تسيطر على عقول العجائز الذين يقودون فتح الهرمة والمتآكله في هذه المرحله .
ففي هذه الأيام تخرج علينا مركزية فتح بقرار مضحك ومبكي في آن واحد ،
فهو مضحك لان قيادات هذه الحركة ما زالت تظن بنفسها انها الآمر الناهي في مصير هذا الشعب ،
تظن أنها ما زالت قادرة على فرض آرائها على جميع أطياف هذا الشعب
كما كانت تفعل في الستينات والسبعينات
اما بالترهيب أو الترغيب فلا صوت يعلو فوق صوت الثوره كما كانو يدعون في ذلك الوقت ،
وهو مبكي لان قيادات هذه الحركة ما زالت توغل في مستنقع الخيانه
وما زالت مصره على تصفية وتمزيق هذه القضية بسبب عنجهيتها وتعاليها على هذا الشعب أفرادا وفصائل ،
حتى اصبحت القضيه الفلسطينية في عقول هؤلاء العابثين بمثابة مصلحة تجارية
يجنون منها أرزاقهم ويورثونها لأبنائهم ،
وما أبناء محمود عباس عنا ببعيد .
قرار تشكيل حكومة وطنية
فلا يكفي مركزية فتح ما اتخذته من قرارات خائنة قبل أن تكون ظالمة بحق غزة واهلها من محاصرة وتضييق وقطع رواتب
حتى خرجوا علينا اليوم بقرار يعزز الفرقه والخلاف
وهو العمل على تشكيل حكومة يدعون انها وطنية يستثنى منها حركة حماس والتي هي اكبر فصيل على الساحة الفلسطينية
كما أثبتت اخر انتخابات نزيهة حصلت في فلسطين وهي انتخابات المجلس التشريعي .
فهذا القرار المخزي والمجحف يأتي في هذه المرحلة ليثبت للقاصي والداني
ولكل فلسطيني ما زال يظن أن هذه الحركة وقياداتهها قد تحقق حلم الفلسطينيين بالتحرر بأنه على خطأ ،
فهذه الحركة قد اختطفت من ايدي الشرفاء منذ أمد بعيد ،
منذ أن اغتالت إسرائيل ابا جهاد على مرأى ومسمع محمود عباس دون أن يرف له جفن أو يثار فيه شعورا من نخوة أو انتماء .
فهؤلاء العابثين هم ثغرة في جدار القضية الفلسطينيه
تمرر من خلالها كل المؤامرات التي تسعى لتصفية هذه القضية
والتي آخرها ما يسمى بـ صفقة القرن ،
والمتمعن بقرارات مركزية فتح في الآونة الاخيره ليس بحاجة لكثير من العناء حتى يدرك انها بالفعل تخدم أهداف هذه الصفقه
والتي تسعى لإقامة دولة فلسطينية في غزة وتفتيت الضفة الغربية الى كنتونات تحكمها العشائر بإشراف أجهزة دايتون ،
وإلا فماذا يعني قرارات التضيق على غزة وحل الهيئه السياسيه الشرعيه الوحيدة التي كانت تمثل شطري الوطن وهو المجلس التشريعي ؟
شيطنة حماس
واخيرا وليس اخرا محاولة شيطنة حماس واخراجها من المسرح السياسي الفلسطيني
من خلال منعها من المشاركة في تشكيل الحكومه المرتقبه .
وبالرغم من أن هذه القرارات ومن يصدرها لا تعدو عن كونها زوبعه في فنجان ،
إلا أن هذه القرارات ينطبق عليها المثل الفلسطيني القائل ( الذبان ما بضر بس بغلث على المعده)
فلن يضر القضيه الفلسطينيه مثل هذه القرارات المشبوهه إذا أضيفت على رزمة المؤامرات التي تحاك ليل نهار لتصفية هذه القضية ،
لانها في النهاية ستتحطم على صخرة صمود هذا الشغب الصابر والمرابط ،
ولأن القرار الحقيقي والفعلي دائما في يد الاقوى ،
ومن يملك الان القوة المادية والمعنوية على الساحة الفلسطينية هي المقاومة في غزة ومؤيدها وليس عجائز أوسلو .
لذلك نقول لهؤلاء الجانحون عن الصف الوطني ،
عودوا الى رشدكم ووعيكم وافيقوا من سكرتكم ،
لعل وعسى أن يغفر لكم ويقبلكم هذا الشعب الذي اذيتموه كثيرا ،
وإلا فإن جن ليل المستعمرين فلن تجدوا انفسكم الا وانتم في عراء الخيانه منبوذين ومقهورين ومطاردين من كل شريف .
Be the first to comment on "مركزية فتح زوبعة في فنجان"