الحراك الشعبي في الجزائر ( العشرية البيضاء ) مقال للكاتبة صليحة حمودي تناول الكلام عن الثورة الشعبية الجزائرية بالتعريف والوصف
الحراك الشعبي في الجزائر ( العشرية البيضاء )
صليحة حمودي
الحراك الشعبي الذي تبناه الشارع الجزائري ، هو ناتج عن وعي الشعب بالشعب ،
قد تكون الاصوات مختلفة و لكن الشعارات و النداءات واحدة .
و هذا كان غريب على الشاب الجزائري فقد تبني السياسة التي كانت اول شيء ينفر منه الجميع ،
كانت اهتماماتهم بعيدة عن السياسة خاصة انهم في وقت ما اعتقدوا و تفاؤلوا خيرا بان الوضع سيكون احسن يوما ما ان لم يكن لجيلهم الحاضر فسيصلح للجيل القادم ،
لطالم قبل الجزائري الشهم و الجزائرية الحرة بنعمة واحدة و هي الامان و السلم و ترديدهم لشعارات الله غالب او الحمد لله
ومن خلال هذا التفكير الراقي تم استغلال هذا التحضر في التعبير عن رايه و مشكلاته التي طال الزمن و لم يجد لها حل ،
و اكتشف هذا حين تلاحم الصغير و الكبير و وضع اليد باليد و خرج كل جزائري بجنسه ، بلونه ، و بلهجته ينددون بشيء واحد و هي الحرية ،
و الحق في العيش ، صرخ الشباب بقوة ، نريد حرية ، نريد التغيير ، بحرقة ، بالم ، بوجع خرجوا بلا خوف ،
مطالب بسلام
نددوا بمطالبهم بكل سلام و اول مطلب هو لا للعهدة الخامسة لرئيس عبد العزيز بوتفليقة
و المطالبة بتغيير شامل و جذري لنظام الذي يقود الجمهورية الجزائرية بعد اسبوعين من المظاهرات السلمية
و التي سميت بالعشرية البيضاء
اعلن عن طريق خطاب من الرئاسة الجزائرية عن سحب الرئيس بوتفليقة لترشحه مع الغاء الانتخابات
و لكن هذا لم يكن ابدا في صالح الشعب حسب راي الشارع
فخرجوا مرة و اخرى و بسلمية تدمي القلوب ينددون و يرفضون استغباء الشعوب و تحقيق المطلب الرئيسي
و هو التغيير الجذري للنظام مع انطلاق حملات هاشتاغ نظف حومتك
ليبرهن الشعب الجزائري للنظام و للعالم انه قادر على ان يقود دولة و يساهم في تقدمها و النهوض بها بكفاءاتها الشبابية
فمن خلال هذا لقن ابناء مليون و النصف مليون شهيد ان التغيير لا يقوم بالتخريب
فالوطن للشعب و السلطة للشعب و بالسلام نحقق كل المطالب و بالامن نصل الى اعلى المراتب
فحين ترى شعب يخرج سائرا مظاهرا و الورود في اليد محمولة ،
و الشعارات متقونة ، و البسمة مرسومة ،
تيقن انه واجب عليك ان ترفع قبعتك احتراما و تجليلا لشعب كهذا ، مطالب واضحة ، و شعارات اصدق منها لا يوجد ،
خرجت الفئات الشعبية بكل اطرافها ، طلبة ، محامون ، رموز الثورة ، تلاميذ ، اطباء ، اداريين
و انكسر الحاجز بينهم بل باتوا كجسد واحد علتهم واحدة و يسعون الى ترياق واحد ، هذه هي جزائر الحرية ،
و هؤلاء شبابها الاحرار كانت البداية زراعة ورود فلا سبيل الا لحصد الورود..