النوم الخفيف .. نوم حركة العين السريعة وتاثيرة على الأحلام مقال للكاتب عبدالله محمد الخبير في علوم الرؤى والأحلام ، يتناول فيه الكلام عن نوم الحركات السريعة للعينين وبعد الكشف عنه بسنوات قلائل، حيث قرر بعض العلماء أن يدرسوا الطول الحقيقي للفترة الزمنية التي يستغرقها الحلم.
وبعد الكشف عن نوم الحركات السريعة للعينين بسنوات قلائل، قرر بعض العلماء أن يدرسوا الطول الحقيقي للفترة الزمنية التي يستغرقها الحلم.
كان أحيانا العلماء الذين قاموا بالتجارب بأن يوقظوا المفحوصين مباشرة بعد ابتداء نوم الحركات السريعة للعينين وفي أحيان أخرى كانوا لا يوقظوهم إلا بعد انقضاء فترة أطول من نوم الحركات السريعة للعينين.
فحص العلماء لطول فترة النوم
وقد أظهرت النتائج أن الأحلام التي كان المفحوصون يسردونها كان طولها يتناسب مع طول فترة نوم الحركات السريعة للعينين. كان الناس الذين يتم إيقاظهم مبكراَ يسردون أحلام اقصر، بينما يسرد الناس الذين سمح لهم بفترة أطول من نوم الحركات السريعة للعينين أحلاما أطول.
وكان المفحوصون إذا أتيحت لهم فترة طويلة جدا من نوم الحركات السريعة للعينين (من ثلاثين إلى خمسين دقيقة) يشعرون أنهم ظلوا يحلمون فترة غير عادية من الطول والامتداد، ولكن الروايات التي كانوا يقدمونها عن أحلامهم لم تكن أطول من تلك الروايات التي كانوا ليقدموها لو أنه تم إيقاظهم بعد خمس عشرة دقيقة فقط من نوم الحركات السريعة للعينين، من الواضح أن الأحلام تبدأ في الزوال من الذاكرة حتى أثناء امتداد فترة طويلة من نوم الحركات السريعة للعينين.
التنبيه الحسي وتأثيره على الأحلام
وفي تجارب أخرى قام العلماء برش المفحوصين النائمين بالماء، حتى يضع علامة عند نقطة معينة من مجرى فترة الحلم. فكان إن وجدا نسبة من المفحوصين يدخلون بالفعل هذا التنبيه الحسي في أحلامهم. مثال ذلك أن واحدا من المفحوصين كان يحلم بأنه يمثل في مسرحية ذكر القصة التالية بعد أن تم إيقاظه بعد رش الماء البارد على ظهره بثلاثين ثانية.
“كنت أمشي خلف بطلة المسرحية فإذا بها تسقط فجأة والماء يتساقط عليها. وهرولت إليها فإذا بالماء يتساقط على ظهري ورأسي. كان السقف يخر منه الماء. وتعجبت من السبب الذي جعلها تسقط أو تهوى إلى الأرض واستنتجت أن بعض خشب السقف العالي قد وقع فوقها. ونظرت إلى أعلى فوجدت ثقبا في السقف، وسحبتها إلى جانب المسرح وبدأت أشد ستائر المسرح. وعندئذ فقط وجدتني أستيقظ.
وقد قام العلماء بالمقارنة بين طول الزمن الذي انقضى فيما بين التنبيه واستيقاظ المفحوصين وبين طول ما يرونه من أحلام. ومرة أخرى بينت النتائج أن وقائع الحلم تماثل أو توافق بالتقريب الطول الفعلي للزمن المنقض.
الصلة بين حركة العين ومحتوى الأحلام
ومن الأسئلة الأخرى التي أثيرت: هل تنعكس عملية الحلم ذاتها في صورة وظائف يمكن قياسها من وظائف الجسم؟ فهل على سبيل المثال هناك صلة بين الحركات السريعة للعينين في هذا النوم وبين محتوى الحلم ومضمونه؟
كانت النتائج الأولية التي توصل إليها العلماء تؤيد فيما يبدو هذه النظرية. فقد وصف العلماء تجربة تم فيها أيقاظ المفحوص بعد فترة طويلة من حركات العينين التي كانت تتألف من الانتقال المنتظم ذهابا وإيابا من اتجاه إلى اتجاه آخر. وقد قرر النائم هنا أنه كان يرى في منامه أنه يشهد جزءا متصلا من مباراة في (كرة القدم او السلة)، ولكن التجارب الأخرى لم تكشف عن مثل هذا الارتباط بين حركات العينين ومحتوى الحلم.
ولذلك فإنه يبدو الآن من غير المحتمل وجود ارتباط مباشر بين هاتين الظاهرتين. كما أن الرضع والحيوانات نجد عندها الحركات السريعة للعينين عند النوم، وهذه الحركات تمثل على الأرجح واحدة من “العمليات المصاحبة” المرتبطة بنوم الحركات السريعة للعينين. ومن بين الظواهر المصاحبة الأخرى نجد الاهتزازات المفاجئة للأصابع والتغيرات المفاجئة في ضغط الدم. ولا نزال حتى اليوم غير قادرين على أن نستنتج ما يجري في منام الشخص عن طريق ملاحظة التغيرات الخارجية لجسمه.