البلوك العقلي !!! مقال للكاتبة د. نيرمين ماجد البورنو يتناول توجيهات للعيش بذكاء بعيداً عن الأشخاص والمواقف المنغصة ومن أجل حياة سعيدة
البلوك العقلي !!!
د. نيرمين ماجد البورنو
كثيرا ما تختلط علينا الأمور في الحياة ؛ ربما لضغوط الحياة المستمرة أو بسبب ما نتعرض له من صراع مرهق بين العقل وحكمته والقلب وعاطفته ؛
فقد يتحول سكون الليل الي عبث بالألباب فيفسدها وتلاعب بالمشاعر فتنهشها ؛ الكثير من الناس قد يشتكي من أسلوب البعض بالتعامل والفظاظة بالحديث ؛
فهل أصبح هذا الأسلوب شعار وأيقونة للجدال يتبعها البعض لكي يفرض هيمنته على الاخر ؟؟؟
وهل شخصية البعض تستفزك وتستنفذ من طاقتك الإيجابية بشكل يومي ؟؟؟
وهل المهاترات مع الأرواح منهكة للنفس مع الأرواح التي لا تشبهننا ؟؟؟
إن مفهوم البلوك العقلي ببساطة هو تدريب العقل على حظر الأغبياء والمستفزين والمحبطين والارتقاء عنهم
بتحويل سلبيتهم لتحدي يؤهلك لمزيد من الإبداع والابتكار والانجاز في حياتك المستقبلية
سواء على الصعيد العلمي أم العملي ؛
فاسرح بعيدا بخيالك عنهم وركز بإبداعاتك وتميزك وأحظرهم من حياتك وكن أنت كما تريد !!!
سواء كان البلوك على مواقع التواصل الاجتماعي، ام على الهاتف أو الرسائل النصية
وحتى الذي وضع بلوك لك في حياته الشخصية فهذا الشخص بالذات لا يستحق اهتمامك وطبعًا لا يستحق منك فرصة ثانية…
الغريب في كل هذه التساؤلات التي نطرحها على أنفسنا هل الطرف الاخر سيتفهم كوني أملك خصوصيات لا أحب أن يطلع عليها ؛
وأني لا أحب مثلا أن أرد على الهاتف ولا أحب المحادثات الالكترونية فأنا من النوع التي لا تناسبني
ولا تستهويني الحوارات العابرة والقصيرة ولا تناسبني الحوارات الافتراضية والتي يصطنعها البعض من وراء الأجهزة لكي يشغلوا أوقاتهم بالتسلية ومضيعة الوقت؛
وأن البوح والحوار والاحساس الصادق يساعد على الشفاء مع أناس تمتلك وجه واحد لا تتلاعب بالوجوه كما تريد؛
و أن خلف بعض الوجوه قناع ولكل ابتسامة ألف معني وخلف كل سكوت غدر.
تفادى الأشخاص والمواقف المنغصة
لا تخلو الحياة اليومية من وجود المنغصات والمشكلات وبعض الأمور التي تعكر صفو الإنسان وتؤثر على مزاجه ؛
ولتفادي بعض الأشخاص والمواقف هناك حلول عديدة للحد من تلك المهاترات المستمرة ؛
فعندما تتغافل وتتجنب الدخول في الحديث مع الاشخاص الذين لا يشبهونك في الروح وعدم منحهم مساحة لانهم لا يستحقونها لانهم لم يخلقوا ليعبثوا معك ؛
وعندما لا تتفاعل معهم في السلبية والنكد ولا ترضيهم لانهم يستهلكون من طاقتك اليومية ؛
فلا تغير طبع عقيم مزمن لأنه لن يتغير ولا تقضي على ما هو جميل فيك فراحتك هيا الأهم ؛
ولا تحمل روحك جهدا أكبر من اللازم لإرضائهم فمن أختفي من حياتك فجأة بمزاجه فأقفل الباب وراءه
وأفتح صحفه جديدة من دونه لأنه ببساطة لا يستحق أن يكون فيها من البداية ؛
يعجبني مصاحبة الناس البسيطة، الذين لا يفتخرون بشيء في هذه الحياة سوى أخلاقهم، ولا يهمّهم من هذه الدنيا سوى الابتسامة والتواضع ؛
لذلك توقف فورا وأعد تقويم أمرك وراجع شريط يومك وعملك وعد لذكائك
ولا تسمح للأغبياء والمستلقين بالتأثير السلبي فيك وإفساد حياتك عليك ؛
لان العاصفة تستطيع أن تدمر مَدينه لكنها لا تستطيع أن تحل عقدة خيط هكذا الغضب يُدمّر لكنه لا يقدم الحل فأحذر أن يدمر حياتك ؛
لا تحاول تغيير أحد ؛ أبحث عن الروح التي تشبهك منذ البداية ؛
وأياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الشد والاستفزاز والوجع وسوء الظن
لأنك ستعيش عمرك تلهث للتبرير وإثبات براءتك لان العلاقات لم توجد الا من أجل أن نسعد بعضنا البعض والا فعدمها أفضل؛
فالتبلد الذكي مع كل الأرواح المزعجة حل قد يريح نفسك والشعور بالرضا والجمال النفسي ؛
فنصيحة انشغلوا بالأمور التي تسعدكم وترفعوا عن كل تلك الصغائر…
وتقربوا من الله وتفاءلوا وتجنبوا الجدل والشكوى والتمارض والتغابى وسلحوا نفسكم بالمعرفة ؛
وفكروا في المقابل بإسعاد أنفسكم لأنها هي الأهم في نهاية المطاف .