حق الطريق .. لنعطِ الطريق حقه مقال توعوي للأستاذ الكاتب موسى العايد تناول فيه الكلام عن بعض المظاهر السلبية التي تتجاوز حقوق الطريق
حق الطريق .. لنعطِ الطريق حقه
الأستاذ موسى العايد
مع كل مساء وعند ساعات الغروب في وقت أصبحت السماء حمراء كالدم
ننظر إلى ذلك الشفق الجميل، إثناء عودتنا من أعمالنا،
في وسط ذلك المشهد الجميل، نواجه تلك الظَّاهرة التي تتكرَّر في كل يوم
ظاهرة غريبة لا تَمُتُّ لأخلاقنا ولا تليق بمجتمعنا الذي قدَّم العلم على الجهل وجعل من أولوياته محاربة الأعمال الذَّميمة،
نرى أولئك الأطفال والشَّباب الذين قد أتخذوا من الطرقات مقرا للعب والتَّرفيه،
وكأنَّما ضاقت بهم الأرض بما رحبت، ولم يجدوا مكانا آخر لتفريغ طاقاتهم وللتّرفيه عن أنفسهم إلا في الطُّرقات،
متناسين بذلك أنَّ للطَّريق حرمة وأن من حرمة الطريق أعطاء الطَّريق حقه،فأين حق الطَّريق من أولئك الذين قد تسبَّبوا في إعاقة حركة المرور بأعمالهم التي لا ترق للحضارة أو التَّقدُم
فلم لا يلعبوا هؤلاء بعيد عن الطُّرقات،
أم هل يا ترى أنَّ المؤسسات المسؤولة عن توفير أبسط حقوقهم في إنشاء وسائل للعب جعلتهم يفعلوا هكذا ؟،
وأن كان كذلك، ألم يعلموا هؤلاء أنَّ هذه الطرقات قد وجدت لكي تسير عليها المركبات!!! التي فيها منفعة لنا فبفضلها بتنا ننقل ما يصعب نقله، ونصل إلى ما نريد في أقل الأوقات،
ألم يعلموا هؤلاء أنَّ هذه الأعمال توحي إلى التخلُّف وعدم الإلتزام بالقوانين الأخلاقية!!!،
أولم يعلموا هؤلاء أنَّ قيامهم باللعب في منتصف الطُّرقات يقودهم إلى الهلاك!!!،ويسبِّب للآخرين الدَّمار!!!،
كيف لا فقد يصطدم سائق المركبة الذي ينتظره أبناءه بفارغ الصبر لكي يجذب لهم أطيب ما في الحياة، بأحد هؤلاء الأشخاص،
فربما يتسبب بقتله أو يشكل له إعاقة جسدية، فيُحمل على إثرها للسجن، ويُحمل ذلك إلى بيته وقد مُلئ وجهه بالدماء
وقد كان أهله ينتظرونه ليعود وقد ملأ الفرح والسرور وجهه بعد أن قضى وقت طويل من المرح لكن القدر كان أسرع من كل شيء،
فبافتراشكم الطرقات للعب قد تسببتم بالضرر لأنفسكم وللآخرين،
السير في طرق المركبات
وهناك ظاهرة لا تقل خطورة عن تلك الظاهرة حيث أولئك الأشخاص الذين قد تركوا الأرصفة التي قد خصِّصت للسَّير عليها،
واستعاضوا عنها بالطُّرقات المخصصة للمركبات ليسيروا عليها، وكأنَّهم المركبات!!
فهل وُجِدت هذه الأرصفة لتسير عليها المركبات؟أم وُجِدت للزينة؟
وأنِّي لأصيب بالذهول والعجب عندما أرى أولئك الأشخاص الذين يعبِروا الطُّرقات بطريقة همجية تاركين الممرَّات التي خصِّصت للعبور للجهَّة الأخرى كالجسور وممرَّات المشاة ،
فلمن هذه الجسور والممرات؟…
فيا عجبي من أؤلئك الذين لا يحترمون حرمة الطُّرقات ولا يعطونها حقها،فمتى كنا لا نُعطِ الطريق حقها ومتى كنا أشبه ما نكون بالدَّواب،
في الدول الغربية لو أُصيب مثل هؤلاء لا يعوَّضُوا بل يعوِّضُوا أولئك السائقين لعدم إلتزامهم بممرَّات العبور المخصَّصة لذلك،
لنرتقِ بأنفسِنا ولنبتعد عن الأعمال التي تقودنا إلى التَّخلف وأزعاج الآخرين،ولنعطِ الطريق حقه، فالطَّريق لم تكون يوما للعب ولن تكون كذلك،
فيا حبَّذا أيُّها الشباب والأطفال عند لعبنا أنْ نبتعد عن الطُّرقات والأماكن التي تُسبِّب أزعاج للآخرين، وأن نذهب إلى الأماكن التي خُصِّصت للترفيه،
وياليتنا نتقيَّد بالسير على الأرصفة التي أُنشِئت للسَّير، بدل من السَّير على الطُّرقات التي لربَّما نؤدي إلى هلاك أنفسنا بأنفسِنا.
الأستاذ موسى العايد