الجندرة : تقليد ثقافة الجندرة والدفاع عن المرأة ، للكاتب الأستاذ أحمد الفاروقي، تناول فيه الكلام عن الحالة الاجتماعية للمرأة والأسرة في الغرب وخطر انتقال عدوى الأمراض الاجتماعية في المجتمع الغربي إلى العالم العربي من خلال حوار دار بين الكاتب ومهندس ألماني خلال رحلة جوية إلى فرنسا، ومعنى الجندرة هو تعريب لمصطلح جندر الانجليزي Gender ، جاء المقال في ٦٤٣ كلمة و ٤٤ فقرة يستغرق للقراءة الصامتة ثلاث دقائق ونصف
تقليد ثقافة الجندرة والدفاع عن المرأة
كتبه : أحمد الفاروقي
يؤدي الى التفكك الأسري وضياع الهوية وموت القيم في الشرق بعد تجربة الغرب
سافرت على متن الخطوط الفرنسية في رحلة طويلة من باريس إلى الرياض وعندما أخذت مكاني في المقعد المخصص لي في الطائرة
جلس بجواري رجل ألماني يسكن في باريس عرفني بنفسه حيث ذكر لي إن اسمه وولف جن
وهو مهندس مدني يعمل في شركة وولدن إحدى كبريات شركات تنفيذ مترو الأنفاق في العالم،
وذكر لي أن لديه مهمة عمل لمدة أسبوع في العاصمة الرياض للوقوف على سير إحدى خطوط مترو الرياض التي تنفذ شركته جزءا من خطوطه .
سألته عن المشروع وتوقعاته المستقبلية له فقال المشروع عملاق حيث يبلغ طول الخط بأكمله ١٢٠ كلم
في حين مترو باريس ٨٠ كلم فقط، ولكن المشروع موزع على أربع شركات لذلك لا أستطيع التنبؤ عن كيفية سير التنفيذ،
والمدة المقررة لإنجازه أربع سنوات فقط مما يعني كثير من الضغوط في سباق مع الزمن،
أما عن مدى جدواه فيقول في البداية لن يتقبله الناس فقبوله في أوروبا والتعامل معه ومعرفة استخدامه استغرقت سنوات
فما بالك في ثقافة حديثة عمرها لم يتجاوز الخمسة عقود!
الحياة الاجتماعية
دار محور الحديث في اتجاه آخر فسألته عن حالته الإجتماعية فذكر لي انه ألماني يقطن في فرنسا يبلغ من العمر ٥٨ عاما ولديه ثلاثة أولاد
لكنه طلق زوجته منذ ثمانية أعوام تقريبا وهو الآن وحيد مع كلبه!
سألته عن سبب الطلاق فقال عندنا في الثقافة الأوروبية النساء في سن الخمسين غالبا ما تبحث عن شبابها الضائع على حد زعمها
فتلبس أزياء لا تليق بالمسنات فتتفرغ لذاتها متجاهلة شريك حياتها،
وتصبح مزعجة جدا فتتأثر العلاقة فيحدث الطلاق، وهذا ما حدث معي!
سألته عن أولاده هل هم متزوجون فتبسم بسمة ساخرة قائلا ماذا قلت زواج!
الزواج عندنا ليس إلا ورقة ليس لها أي قيمة انها علاقة حب مؤقتة تسجل ثم تمزق في فترة وجيزة!
استطرد قائلا الآن الوضع أسوأ من ذي قبل ففي كل ١٠ زواجات لا ينجح الا واحدة أو اثنتين إن كنّا متفائلين،
الشباب والفتيات اليوم يبحثون عن الحب وأقوى علاقة حب عمرها الافتراضي ١٠ سنوات إن طالت
ويجب علينا أن نعيد النظر وأن نصحح هذا الفكر الخاطيء الذي يبني العلاقة الزوجية على الحب فقط!
ثم قال في غضون العشرين سنة القادمة سيجتاحكم هذا البلاء وأتمنى ان لا يحدث هذا،
ولكن نحن في أوروبا بالغنا في حقوق المرأة فتفرغت لمسئوليات ليست لها وتركت مسئوليتها الأساسية فزاد حجم تطلعاتها
حتى انها الآن تسعى لتكون المهيمنة على الرجل وأنها ستكون مسئوله عن حمايته والولاية عليه!
انفجر ضاحكا عندما اطلق الكلمة الآخيرة!
ثم سال لعابه مفضفضا فقال الآن في المكاتب الإدارية في أوروبا تجد مرأة ورجل
ولا تستطيع أن تتخيل صعوبة العمل مع المرأة
فحين تدخل المكتب تظن انه هناك انسجام ولكن الحقيقة إن التوتر هو السائد في تلك المكاتب البائسة!.
غياب الهوية
اننا في أوروبا بالغنا في صناعة الحضارة ولكننا فقدنا ماهو أهم منها، فقد أفقنا على واقع اليم،
أفقنا على غياب الهوية فهويتنا الإجتماعية ممسوخة..
إن الشراب والجنس أصبح متنفسا للكثير من الأوروبين اليوم
في ظل هذه الفوضى الإجتماعية وتشتت الهوية وضبابية الرؤية الصحيحة لما ينبغي أن يبنى عليه المجتمع!
تنهد بكل حسرة وألم ثم قال، بعد طلاقي من زوجتي انكفأت على ذاتي فاكتشفت الكثير عن نفسي ووجدت فرصة كبيرة لسبر أغوار ذاتي،
فسألته هل تفكر في الزواج فقال إطلاقا وجدت راحة كبيرة في البعد عن المرأة الأوروبية وتفكيرها العقيم!
أيها الأحبة هذا جانب من حديث عفوي دار بيني وبين أحد الأوروبيين يُبين مدى مرارة واقعهم
في حين ازعجتنا بعض أصوات الناعقين لاستنساخ الثقافة الغربية
والتبشير بالجندرة والدفاع عن حقوق المرأة واهمية الانوثة بالضد من الذكورة الطاغية
وغيرها من المفاهيم الغربية التي شاعت بعد عصور الحداثة والعلمنة والعولمة..
وإحلالها محل قيمنا وثقافتنا الأصيلة في بلادنا
وليت شعري ماذا ستجلب لنا تلك الأصوات المريضة والشاذة سوى الفوضى الاخلاقية والمشاكل الاسرية وفقدان الهوية.
ليس هناك ما يمنع من الاستفادة من الثقافة الغربية ونقل الجوانب المشرقة منها،
في بلادنا ولكن لا بد ان نمررها على مصفاة قيمنا الاسلامية وثقافتنا الأصيلة فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو احق بها.
اللهم اصلح فساد قلوبنا وأجمع شتات امورنا ولا تؤاخذنا بمافعل السفهاء منا وردنا إليك ردا جميلا.