النيات الصالحة في الزواج الإسلامي مقال للكاتب يزن الغانم مبيناً حكم الزواج وأهمية النية الصالحة فيه من منطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات
النيات الصالحة في الزواج الإسلامي
بقلم الكاتب يزن الغانم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعد:
فإن للزواج في الإسلام حِكمًا عظيمة ومننًا جليلة، وعلى كل مسلم يقدم على الزواج أن ينويَ هذه النيات الصالحة؛
لأن الزواج والحياة الزوجية تكون عبادةً يؤجر عليها العبد إذا صلحت النية، ولأن الإنسان تبعٌ لنيته؛
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))؛ [رواه البخاري].
النية الأولى: نية الاقتداء
لأن الزواج سنة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة السلام؛
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
((جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما أُخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، قد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفطِر،
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغِبَ عن سنتي فليس مني))؛
[رواه البخاري].
النية الثانية والثالثة: غض البصر، وتحصين الفرج
نية أن الزواج يعين على غض البصر، وتحصين الفرج؛
فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابًا لا نجد شيئًا،
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج؛
فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاءٌ))؛ [متفق عليه].
النية الرابعة: إنجاب الأولاد الصالحين
نية إنجاب الأولاد الصالحين والذرية الطيبة التي تنفعه في حياته وبعد موته؛
لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ [رواه مسلم].
النية الخامسة: نية تكثير أمَّة الإسلام وأمَّة النبي عليه الصلاة والسلام؛
ففي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثرٌ بكم الأمم))؛ [رواه الإمام أحمد وغيره].
النية السادسة: نية تحصين وإعفاف أَمَةٍ من إماء الله، وتحصيل الأجر بذلك؛
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((… وفي بُضع أحدكم صدقة،
قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكون له فيها أجر؟
قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر))؛ [رواه مسلم].
النية السابعة: نية حصول المودة والتعارف والتآلف بين الناس بسبب المصاهرة،
وهذا فيه من المصالح للعباد من التناصر والتعاون والقيام بحقوق الأقارب وغيرها؛
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]،
وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
النية الثامنة: في نية النفقة على العيال، وأن ذلك من أفضل النفقات؛
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك))؛
[رواه مسلم].
الخاتمة:
فعلى كل مسلم يقدم على الزواج أن ينويَ هذه النيات الصالحة؛ ليكون زواجه موفقًا وفي سبيل مرضاته سبحانه وتعالى،
وكذلك المتزوج عليه أن يجدد النية ويصححها، والله الموفق، والحمد الله،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.