Site icon حديقة المقالات

الفكر الهالك في الزمن الحالك !!!

الصورة من familyholiday.net

الفكر الهالك في الزمن الحالك !!! مقال للكاتبة د. نيرمين البورنو عن التقليعات الغربية و الموضة المجنونة وتهافت الشباب على أزياء و موضة الغرب بلا وعي

الفكر الهالك في الزمن الحالك !!!

د .نيرمين ماجد البورنو

بات من  المعتاد في عروض الأزياء العالمية أن نشاهد بعض تقاليع الغرب المجنونة والغريبة الى حد كبير ؛

و أصبحنا نشاهد أزياء قابلة للارتداء فعلا في أسابيع الموضة , وأزياء تثير دهشة الحضور ,

والغريب في الموضوع أن هذه التقاليع تتوالي ولا تنتهي ؛ 

فلقد بتنا نشاهدها عبر مواقع التواصل الشهيرة ” فيس بوك ” وانستجرام ” وغيرها من المواقع , 

وفي الشوارع والمحلات معروضه بأسعار خرافية , لا ندري ما الذي توصلنا اليه فعلا ّ!!! 

فبعد البنطلون المقطوع , وحقيبة بالأذرع البشرية , وقميص الدم ” النقاشين ” , 

و تثبيت نباتات مصغرة حقيقية على الأظافر,

والرموش المثبته مكان الحاجب ,

رغم انه المثل الشعبي  القديم والمشهور  بيقول العين ما تعلاش عن الحاجب الا ان الموضة وتقعاليها التي لا تنتهي تصنع المستحيل ,

وموضة الاحذية النسائية المظهر للرجال و بنطلون “التبول” ,

وشنطة بذراع بشرى أخر تقاليع “الشنط”, 

وفساتين فرو الخروف , وقبعة للربيع على شكل كرتونة بيض وارانب , والبنطلونات الجينز المقطعة ؛ 

و”تى شيرت” للفتيات يظهر وكأنه صدر رجل ” مشعر”, 

والريشة الطويلة على رؤوس العارضات ؛ 

ومكياج العيون الدخاني ؛ 

وسكارف بينور” على شكل سماء مليئة بالنجوم ؛

و”شورت جينز مع بدلة كلاسيك” آخر تقاليع الموضة الرجالى ؛والأظافر بحيث يسمحون للحشرات الصغيرة أن تتنفس بداخلها, 

وفساتين وجواكت وتوك نسائية مصنوعة من الشيكولاتة .

تقاليع غير مألوفة

الموضة أصبحت عالم مليء بالجديد والغير متوقع والغريب والخارج عن المألوف ,

فبعض التقاليع يصعب أن يتقبلها العقل والمنطق ؛ 

ومنها ما يشكل صدمة عند مشاهدتها بسبب غرابتها الطاغية ؛

فمصممي الأزياء يتعمدون دائما إبهار الجمهور بكل ما هو جديد وغير متوقع, 

فلقد أستوقفتني وأدهشتني ودفعتني للقراءةٍ أكثر تمعنًا في ذلك الملف مقولة الالماني” يوآخيم شيرماخر” الذي يعمل كمستشار وصحفي في مجال الثقافة والاقتصاد والتصميم والموضةحين قال :” الموضة مرآة المجتمع،

وأنها تعبر عن شخصيتنا وطريقة حياتنا، وأنها وسيلة مهمة في التواصل، وفي التقييم والتصنيف؛

وما زالت العديد من المجتمعات تعتز وتتباهي بتصاميمها التراثية وملابسها لان الموضة تعبر عن ثقافة المجتمعات وتعبر أيضا عن ثقافة الشخص نفسه , 

وتعبر عن طبيعتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي ؛ 

لذا يمكننا التمييز بين البسة الشعوب المختلف من هيئة اللباس والتصاميم ,

ويستطيع الشخص الذي يتمتع بذكاء اجتماعي أن يختار الزي المناسب للمكان الذي سيحضر فيه المناسبة وانه ومن غير المقبول على سبيل المثال أن يذهب شخص لحضور مباراة وهو مرتدٍ بدلة رسمية،

أو أن يذهب شخص لحضور عرس وهو مرتدٍ بنطلون جينز مقطع .

وتقول الشاعرة والناقدة العراقية الراحلة “نازك الملائكة”: (قد يبدو أول وهلة، أن الزيَّ عَرَضٌ خارجي لا يرتبط بأعماق الإنسان،

غير أنني لست من أنصار هذا المذهب، وإنما أدين بأن كل مظهر من حياة الإنسان مرتبط بصميم روحه،

فالحياة مترابطة موحدة لا يمكن تجزئتها).

أهمية قراءة الموضة

لا أحد يستطيع أن ينكر التصميمات والتقاليع الجديدة أنها غدت من معطيات العصر الحديث ولا بد أن نتعلم أبجديتها كما نتعلم التعامل مع التقنيات والتكنولوجيا الحديثة فليس من الحضارة في شيء أن نكون أميين لا نحسن قراءة كتاب نحتاجه ليل نهار,

ولم تعد الموضة قضية ثياب فقط، بل هي نمط معيشي متكامل من التصميم الهندسي للبيت وديكوره، إلى السيارة، إلى الطعام، والثياب؛ 

فلقد باتت ثقافة الملابس وأناقة المظهر علما يدرس في دورات خاصة، كجزء من مهارات الاتصال والتواصل مع المحيط،

كما هو الحال في نبرة الصوت، وطريقة الكلام فكلها إذن ثقافة متكاملة لا تفهم إلا بقراءتها من جميع الجوانب، والإحاطة بجميع مجالاتها, 

من المؤكد أن تشريع الإسلام وأمره بحسن المظهر والاهتمام بالهندام يتوافق كل التوافق مع الفطرة الإنسانية والطبيعة السوية التي يحرص عليها كل فرد ذو طبع سليم ؛ 

فمن أراد أن يتعلم ويتحضر ويحاكي العصر بكل حداثته ليكن حذر فقط بعد علمه من أن يتصرف تصرف الجهَّال !!! 

Exit mobile version