Site icon حديقة المقالات

الانسان الخراب والدمار

الانسان الخراب والدمار مقال للكاتبة الأستاذة نعمة القحطاني، ما يحدث على هذا الكوكب المضطهد هو العكس تماما ما يحكمنا ليس قانونا صالحا، بل قانون خفيٌ فاسد

الانسان الخراب والدمار

بقلم نعمة القحطاني

وضعت القوانين والحدود منذُ خلق الله البشرية حتى يومنا هذا. لكن ما يحدث على هذالكوكب المضطهد هو العكس تماما ما يحكمنا ليس قانونا صالحا، بل قانون خفيٌ فاسد. 

خلق الانسان خليفة في الارض، وعليه فقد سارت الأمور على أننا نحن البشر أهم المخلوقات الحية على الاطلاق كوننا مميزين بالعقل عن غيرنا. نوجد الحضارة وننهض بمستوى معيشتنا ذلك نصيبنا وتلك قسمتنا.

لا أحد ينكر أننا مع كل هذا ما نزال في غينا مُذ قتل قابيل هابيل حتى اللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال. ففئة المفسدين والعابثين لا يتوانون عن إلحاق الضرر بكل شيء يتنفس ولا يتنفس. 

ومن فرط ما وصل إليه الانسان من فوضى أحدثها على هذا الكوكب أصبح يبحث عن فرصة للعيش على كواكب أخرى،

 ذلك ليس بغية الوصول إلى علم أوسع ولا معرفة أكبر ولا بناء حضارة ولا رقي بالأمم؛ 

بل كل ما في الأمر أنه يريد الوصول لأبعد مدى في الكون وليضر به كما أضر بالأرض من قبل ومستقبلًا. 

فلماذا إذن نرجو منه أن يلصح ما يفسد علينا ويكدر هناء العيش؟

الحقيقة أنه لا يسطيع فعل ذلك مادام الطمع والجشع جل ما يفعله في حياته.

 فمن لا يستهجن الأعمال اللا أخلاقية الشاذة والمتطرفة والتي لا صلة لها لا بدين ولا بمعتقد ولا بقانون إنما هي ما استحدثه الانسان ليصل إلى مبتغاه،

 لا يمكنه أن يتوقف عن تدمير نفسه وتدمير الآخرين. 

ذلك محال. 

من يسعى في الارض لقتل الاخرين والغوص في برك الفساد والتهلكة لن يصعب عليه تدمير البيئة،

وذلك أسهل بكثير. ففي الوقت الذي يقتل فيه انسانًا،

تُقطع أشجارًا وتحرق غابات،

وتلوث أنهرًا وبحارًا،

وتدك جبالًا وتسحق أودية. 

القضية يشوبها الكثير من التعقيد إذ وقد سلمنا سلفًا أن ذلك هو قدر الانسان وطبيعته،

 لكنك كلما بدأ نهارٌ جديد ورأيت ما يستحدث وجدت أنه مفرطٌ في طبيعته غارقٌ في ظلمه لغيره

وذلك لا يقتصر على شيء معين بل على الحياة بكل حذافيرها.

 لن أتحدث عن الاحصائيات ولا عن الظواهر ولا عن شيء اخر فجميعنا شاهدنا وسمعنا الكثير والكثير.

سمعنا ما يندى له الجبين

 ولن نحصي ولن نصل الى نتيجة نهائية إذ إن الخراب متجدد ومستمر. 

نقول دائما إن الملائكة كانت على الحق عندما قالت: “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء”.  

لم يكن السؤال الاستفهامي الملائكي مجرد سؤال لطلب الاجابة عليه فحسب؛ بل كان حجة علينا نحن معشر البشر. 

في كل وقت أشاهد فيه ما خلفه الانسان على البيئة أتسأل هل سنتوقف عند هذا الحد أم إن الوقت في بدايته وما زال لديه_الانسان_متسع لاحداث الخراب الأكبر. 

ممنا لم يسمع أماني الكثير من الصالحين المثقلين بأعمال أخوانهم البشر يقول: ليت النيزك يأتي ويقضي علينا أجمعين!؟

ولو سلمنا يقينا أن هذا النيزك سيأتي لقلنا في أنفسنا أننا نستحق أن نسحق كما يسحق النمل على الطريق. 

توقفوا!! لكن قمت الآن بإحتقار النمل وأكدت أن قدره السحق!!

 لماذا؟

 لأننا نحن سننا ذلك وجعلنه قانون حياة. الملك سليمان_عليه السلام_ أوقف جنده كاملًا من أجل النمل،

 لو رأنا سليمان لسحقنا جميعا دون رحمة وذلك ما نستحقه. 

أكاد أجزم أن في عالم الحيوانات هناك من يحتقرنا ويدعو الله أن ينجي هذا الكوكب منا ومن طغيننا وفسادنا، 

أكاد أجزم أنها_الحيوانات_ عندما تشاهد البشر تقول في نفسها نعوذ بالله من الخبث والخبائث. 

هذا المخلوق الذي لا يحترم خالقه ولا المخلوقات من حوله، إذ إن ما يحدث له من كوارث ومصائب هو القسمة العادلة. 

قليلون هم من سئم طبيعة الانسان، تكاد تحصيهم فقد باتوا غرباء. فئة البسطاء والكادحين هم المتضرر الأول. 

 لا تبدي لي تفاؤلًا وأنت تقبع في قرية نائية لا تختلط فيها سوى بماشيتك وأهلك.

 أخرج من قوقعتك وأنظر للدمار من حولك وستكون أكثر تشاؤما من التشاؤم ذاته. 

إن ما نراه الآن وما سيحدث مستقبلًا لو استباحة محضة لا يمكنها أن تتوقف. 

عليك فقط أن تدعو الرب بأن يخرجك من هذا القرية الظالم أهلها وأن لا يهلكك بما فعله السفهاء. 

Exit mobile version