من الافضل المدير أم القائد ؟ مقال للكاتبة د. أميرة الزهراني حول مفاهيم الإدارة و المدير ، والقيادة ، و القائد ، مقارنة علمية وتعريف بكل مصطلح
من الأفضل (القائد) أم (المدير)؟
اميرة سعد الزهراني
كل قائد مدير وليس كل مدير قائد، مقولة منتشرة بكثرة في عالم الإدارة والقيادة،
وكثيراً ما ترددت علينا هاتين الكلمتين (القائد) و(المدير) حتى وضع لها العديد من المقارنات لمعرفة صفات كل منها،
وأظهرت نتيجة تلك المقارنات ضرورة إلغاءنا كلمة (المدير) واستبدالها بكلمة (القائد)
ظناً منا بأن مجرد تغيير المسمى فسيرتدي الشخص الإداري لباس مواصفات القائد بسهولة ويتقمص شخصيته،
ولا شك أن كلمة القائد تبدو جذابة وملفتة للانتباه،
تحمل معاني الحماس والإرادة والقوة ولهذا أصرينا عليها وقمنا بشطب كلمة (مدير) حتى أصبحت منبوذة في مجتمعنا وأصبح استعمالها عيباً كبيراً.
وفي الحقيقة أن الإدارة لا تقل أهميتها عن القيادة بل هي جزء هام منها،
ويعرف Taylor الإدارة بأنها: تحديد ما هو مطلوب عمله من العاملين بشكل صحيح،
ثمّ التأكُّد من أنّهم يُؤدّون ما هو مطلوب منهم بأفضل الطرق، وأقلّ التكاليف”
أما القيادة فيعرفها Robbins بأنها: القدرة على التأثير على المجموعة نحو تحقيق الأهداف،
وعند النظر للتعريفات السابقة لهذين المصطلحين يظهر لنا أهميتهما فكلاهما يكمل الأخر في جزء معين،
فالقيادة بدون الإدارة تجعلنا نخطط للمستقبل كحبر على ورق دون تطبيق مع فوضى وتقصير في الإنتاج،
أما الإدارة بدون القيادة تحصرنا في مشاكلنا اليومية فلا يمتد نظرنا نحو رؤية الغد فيضعف حماسنا وتنطفئ بذلك شمعة التميز،
فالقائد يتميز بروح المغامرة والإبداع،
في حين أن المدير يسعى للمحافظة على النظام لتحقيق الإنتاجية،
ولهذا لا يمكننا إستخدام مهارة دون أخرى في العمل،
فمرونة القيادة وصرامة الإدارة تشكل مزيج فريد ومتكامل يجمع بينهما،
فكيف يمكننا الاستفادة من صفات كلاً منهما؟
والجواب على هذا السؤال يكمن بالاستفادة منهما معاً والجمع بينهما بل ودمجهما للوصول إلى ما يسمى بـ القائد الإداري والذي يمزج بين السلطة الرسمية وقدرته على التأثير في سلوك الاخرين،
فنجد أن كثير من الإداريين يكون مطلوبا منهم أن يقوموا بالدورين في وقت واحد،
ومثال على ذلك:
عند التعامل مع الموظفين القدماء والذين يتمتعون بخبرة طويلة وأظهروا كفاءتهم في مواقف مختلفة فإن ممارسة الأدوار القيادية تشعرهم بالثقة بأنفسهم وتعزز دورهم بطريقة إيجابية وتمنحهم الراحة في العمل
مع تشجيعهم نحو التخطيط للمستقبل واستغلال الفرص المتاحة للإبداع وترقب التحديات،
اما إذا كان هناك مجموعة من الموظفين المتقاعسين عن تنفيذ العمل وذو سلبية نحوه فإن ممارسة فنون الإدارة معهم هو الأفضل في هذا الموقف
مع التخلي عن الصفات القيادية.
وفي نهاية الأمر،
نجد أن المؤسسات والمدارس تحتاج إلى تثقيف وتوعية بالقيادة الإدارية
بل وتحتاج الى القائد الإداري الذي يمتلك مهارات إدارية كبيرة في التعامل مع الموظفين ويجمع بين صفات الإدارة وروح القيادة
فيتمتع بالشجاعة في اتخاذ القرارات ويغامر مع التحديات
ولهذا دائما ما يكون المدير الذي يتمتع بصفات القيادة من أنجح الشخصيات وأكثرها ندرة.
اميرة سعد الزهراني
باحثة دكتوراه مناهج وطرق تدريس العلوم – جامعة ام القرى
نشر المقال في موقع “مقال” اضغط هنا