المطرقة التي لا تنام خاطرة بقلم الكاتب محمد عبدالرحيم، عن الطبقية والكبر ، من كان بالأمس يعبد طيناً فهو اليوم يعبد كبراً ، يعبد نفسه التي يظن أنها أعلي من الجميع ،
المطرقة التي لا تنام
الكاتب محمد عبدالرحيم
لطالما باغتته الدنيا بصفعاتها وتوالت عليه كأنها مطرقة لا تنام .
وُلد سعيد الإسم لا الحظ وكانت كل كوابيسه لا تتحقق وإنما يأتيه ما هو أسوأ منها ،
كانت هذة هي قصة صاحبنا الذي رضي بذل الدنيا فتوالت عليه المشقات.
نسأل أنفسنا أحياناً لماذا كل هذا ،
لماذا لا تحيا البشرية في سلام ، لماذا يمزق كل منا الأخر ولكن لا إجابة ،
لكن الصمت في حد ذاته اجابة واضحة ، فنحن لا نملك من الأمر شيئ ،
حتي من يظلمك يعي أنه يظلمك ولكنه يفعل ذلك من منطلق أنك أقل منه ودائما ما يري نفسه محق .
يولد الناس علي صنفين ،
الأول جاء إلي الدنيا ليكد ويتعب فلا يحالفه الحظ فهو في الدنيا شقي ، يفني عمره في البحث عن السعادة فلا يجدها .
أما الصنف الثاني فذاك الذي إذا وضع يده علي التراب استحال ذهبا ،
وإذا رفع يده إلي السماء أمطرت بعد جدب ،
ولكنه لا يدري ولا يعي أن ما هو فيه ليس منه ، فيتعالي علي الصنف الأول ويستعبده !!
واهم من يظن أن العبودية لغير الله قد انتهت ،
وأن من كانوا بالأمس يعبدون إلاهاً من الطين أو العجوة قد رحلوا بالكلية ،
نعم رحلت اجسادهم ولكن افكارهم مازالت هي الصيحة حتي لو أنكرها الناس قولاً .
من كان بالأمس يعبد طيناً فهو اليوم يعبد كبراً ،
يعبد نفسه التي يظن أنها أعلي من الجميع ،
ومن كان البارحة يعبد صنماً من العجوة فها هو اليوم يعبد المال ولا ينفقه إلا من أجل مالٍ أخر.
لذلك أقول دائماً إن لم تفق البشرية من سباتها وتعود إلي انسانيتها فلن يوقظها سوي الظلام المعتم الذي سيخيم عليها بالكلية ،
وعندها يحترق الاخضر واليابس .
افيقوا يرحمكم الله.
محمد عبدالرحيم