في ذات صبيحة فوجئ العالم بمقطع فيديو يجوب كافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كان بطلة ” كلب مصري” بسيط أذهل سكان كوكب الأرض ، فذلك “الكلب” كان قد نظر إلي القمة وقرر بلوغها ، قمة الهرم الأكبر الذي يبلغ ارتفاعه حوالي مائة وخمسون مترا تقريباً ، حدد هدفه ، وصعد بمهارة ، وذكاء ، ورشاقة ، وإرادة قوية ، وعزيمة صلبة أدهشت العالم بأسره ، فاستطاع ذلك المخلوق البسيط أن يتحدى المستحيل ، ويبعث روح الحضارة المصرية القديمة لتطل علينا بتألقها من جديد ، التي تعد إحدى قمم الإبداع الإنساني بتراثها الخالد ، فبعد أو وقف شامخاً بمفرده فوق القمة مغرداً ، وكأنه يقول للعالم أن أبن هذه الأرض الطيبة ، صاحبة أقدم مسيرة تاريخية موغلة في القدم ؛ التي بنت حضارة من أعظم الحضارات في التاريخ ، أقول لكم ، أنا أنوبيس حامي قبر الملك خوفو، أصعد علي قمة قبره ليراني العالم ، أحذر كل من تسول له نفسه من العبث بقبره ، أنا قادر علي أن أطلق الغموض من مخدعه ليتسرب إلي مخيلتكم، فلينتبه إلّي الجميع.
حقيقة ما أعظم مشهد ذلك ” الكلب ” بصعوده إلي قمة الهرم الأكبر، وتكمن عظمة المشهد في بساطته وغموضه ، لقد استطاع هذا المشهد الذي التقطه السائح “مارشيل موشل” أثناء التحليق بطائرته الشراعية فوق الهرم ، أن يحصد أكثر من مليون مشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وأن يكون سفيراً للسياحة المصرية ، حتى أن العديد من السائحين ، قرروا السفر إلي مصر لمشاهدة ذلك الكلب المعجزة عن قريب وليس فحسب لمشاهدة معالم مصر التاريخية.
وكنا نأمل أن يتم استغلال هذا الحدث استغلالاً جيداً يليق بمهابته، فقد مهد الطريق أمام كافة قنوات الاتصال والتواصل للدعاية للسياحة المصرية في الخارج ، وذلك باستغلال ذلك الحدث ، للترويج لمناطق الجذب السياحي ، والوجهات والمقاصد السياحية ، وإبراز صورة ذلك “الكلب” الذي أطلق عليه السائحين اسم ” بوكا” في خلفية هذه الصور ، كما كنت أأمل أن يُنتشل هذا الكلب الذي يجوب الشوارع ضمن الكلاب الضالة وأن يتم توفير رعاية صحية متكاملة له ،وأن يكلف أحد المتخصصين بالعناية به باعتباره ثروة قومية ، وسفيراً للسياحة المصرية ، وأن يصمم له ” فيست” يدون عليه أسمه المتداول بين السائحين في وسائل التواصل الاجتماعي ” بوكا” وأن يطبع له صور في المقاصد السياحية.
كما كنت أأمل أن يتم استغلال هذا الحدث للترويج لسلالات الكلاب المصرية التي تتميز عن غيرها بالقدرة علي التحمل واكتساب المهارات، والتعلم ، والتفاعل بذكاء، وتتفوق علي غيرها من السلالات الأخرى .