لحظة تفكر من ليل خواطر للكاتب أحمد سالم الغزواني ، زين عالمك بمصابيح المعرفة ، وازرعها بورود الامل وأزهار الطموح واسقها بنظرات متتابعة الى قصور المجد
لحظة تفكر من ليل
أحمد سالم الغزواني
في اخر الليل المتأخر جلست متأملا لحالي وانا لحالي.
لا احد الا كتابي الذي قرأته
من برهة…. من ذلك الليل الهاجع.
كنت لا استطيع سماع من الاصوات والضحكات
من شباب متواجدين الي يميني ويساري وامامي… كنا نراقب بعضنا بعضا… والاعين ترد النظرات الى مثيلاتها
هذا تكلم والاخر علق….. والاخرين اما مستمعين او مشغولين.
بحديث بعضهم لبعض ….
قضينا ساعات مع بعض ونحن في جدل واخذ ورد….
بعد فترة التفت الى المحاذي لي يمينا لم اجده …….والاخر يسارا اجابني المكان عنه مجيبا بصمت.
حولت نظري الى الجهة المقابلة.. هو الاخر يستأذن راحلا ومفارقا…..
هكذا….. واحدا تلو الاخر….
حتى لم يعد امامي احدا الا اماكن جلوسهم….
قد رسم لي عقلي مواقعهم بدقة.
كررت النظر….. وقلت لنفسي …. لقد ذهبوا
وطرحت نفس السؤال مرة او مرتين على نفسي..
انا جالس لحالي…..
وبذاتي اتفرد في المجلس..
والافكار تراودني… والاسئلة تنهال علي.
انت لحالك وبمفردك تجلس
لا احد غيرك في هذا المكان..
من بقي معي ولم يفارقني.
ومن بقيت معه ولم افارقه.
العالم النابض
استدركت في جوابي ….. عالمي الداخلي النابض.
عالمي الذي اختزنت فيه معلوماتي وافكاري من سنين….. عالمي لديه صور يفيض بها..
عالم لو عشنا معه بصدق لا كفانا عن الكل….. عالم لا ينتهي من الاماني والاحلام….. عالم كلما غذيته اكثر كلما اغناك عمن سواه…… عالم لن ينتهي مادمت انت في عالمه وفي محيطه
تخيل وانت تعيش عالمك الداخلي… سوف تجد لذة ذلك….. لو انت زرعته ازهارا مع ورودا….. وحسنت تشجيره بأشجار عامرة ونباتات مزهرة.
مصابيح المعرفة
فزين عالمك بمصابيح المعرفة
وازرعها بورود الامل وأزهار الطموح
واسقها بنظرات متتابعة الى قصور المجد الرفيعة واجعل هدفك غاية غير مستحيلة لبلوغ ذورتها
موقنا من قوله تعالى
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)