رسالة لأهل العلم: (علماء الزراعة والصناعة والاقتصاد والإدارة) للكاتب د. محمد علي عبد الوهاب يحث فيه طبقة المتعلمين والأكاديميين على بذل العلم في توعية الناس
رسالة لأهل العلم : (علماء الزراعة والصناعة والاقتصاد والإدارة)
أمامك فرصة ذهبية لا تعوض، زميلك الوزير أو المستشار على حالتين:
إما لم يستطيع أن يقدم شيئا للوطن غير معرفة رصيده في البنك من هذا المنصب والانتفاع من هذا المنصب
لأنه بدون علم ومعرفة ولا يهمه إلا جمع المال والسلطة.
والحالة الثانية: لديه علم ومعرفة ولكن لم يستطيع أن يقدمها؛
لأن الظروف الخاصة بعمله أحالت دون ذلك أو أن نظام العمل لم يسمح له بذلك،
بل أحيانا تم تهميشه واستبعاده والنتيجة النهائية لم يقدم للوطن شيئ مثل الأول.
أما انت لست وزيرًا أو مستشارًا، فلو أنت عضوا في هيئة تدريس أو عمل خاص ما الذي يمكن أن تقدمه للوطن؟
اسمع مني:
الوطن له حق عليك كل محروم أو مريض أو فقير له حق عليك لأنك في يوم من الأيام تعلمت بفلوس هذا الفقير أو المحروم أو المريض أو المهمش أو الجاهل
عندما انفق هذا الوطن من موازنته العامة أمواله عليك لتعليمك.
لا تدع الفرصة لأعداء الوطن لانهم لا يريدونك أن تشارك في البناء،
أعداء الوطن أعينهم لا تنام عن أهل العلم والصفوة من المفكرين وأهل التنمية أصحاب الحس الوطني
ولهم رجال استطاعوا أن يطردوا أمثالك وأفضل منك لكي يستعينوا بهم في بناء حضارتهم في الخارج.
ادعوك:
سواء كنت في الداخل أو الخارج أن تحاول فعل شيئ جديد من أجل الله ثم الفقراء والمحرومين والمرضى المنتظرين منك الكثير،
حاول أن تبحث عمن هو مخلص مثلك
وحاول أن تنشر علمك وأن تؤثر على صانعي السياسات العامة بأن يعدل أجندة السياسات بما تريده أنت وأمثالك، وليس بما يريده هو
بل ممكن أن يتعلم منك أو يسرق أو يستعين بما تقوله،
حاول أن تنشر علمك بين الناس ولو على نفقتك الخاصة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي،
اعمل ندوات ومؤتمرات وحاول أن يساهم معك مجموعة من المخلصين؛ لكي يساندوك ويدعموك
الصورة احيانا تكون مشوشة عمدا عندما تصعد لأعلى؛ فلا تلقِ اللوم على من هو اعلى كثيرا.
إن فعلت ذلك؛ تستطيع أن نقول: مبارك لك؛
أنت الان أفضل لهذا الوطن من مليون وزير وخبير،
الوطن ضاع بسببهم واعلم أن الله ثم التاريخ لا ينسى أهل الفضل مهما كانت مكانته.
قانون التهميش
اعلم أن هناك قانونا لابد من معرفته
أن هناك حربا منذ قديم الأزل ضد بناة الأوطان المخلصين
فتهميشك فرصة لك لكي تتحرر من عبودية وقيود روتين يستنفذ وقتك وعلمك ويوجهك لعمل أشياء إما تضيع الوطن أو يظل الوطن ضائعا بها،
فجميع أدوات التغيير والقدرة على احداثه أحيانا ليست في يد أهل السلطة.
دولاب العمل الحكومي في الوطن العربي غالبا هو من يدير قادته وليس العكس
فمراكز القوى وأصحاب المصالح أقوى منك،
فلو كنت وزيرا أو مستشارا أو سياسيا إن لم تكن محنك جيدا وتعرف جيدا ما الذي يمكن فعلة؟ وكيف يتم ذلك؟ لم تفعل شيئا.
أتمنى اسمع صوتك غدا على منبر من نور يتجلى ويرفرف في جميع أقطار الوطن العربي
وانت تقول افعلوا ولا تفعلوا بعلم وحب ومهنية وطنية مخلصة تساند بها الجهود الحالية وتغير اتجاهها لو كانت في طريق غير صحيح.
وهنا سؤال ؟
هل الأفضل للولايات المتحدة بل جيتس أم الساسة وأعضاء الحكومة والمستشارين؟
تحياتي لكم.
#د_محمد_علي_عبدالوهاب
abdelwahabmohamed232@gmail.com