بين الايمان والالحاد وحسن النوايا ومؤامرات الاستعمار والتخريب للكاتب فارس كمال محمد للمقالة هدف منشود لما يدور على صفحات الانترنيت من مناظرات بين من اعلن الحاده وبين من قبض على الايمان
بين الايمان والالحاد وحسن النوايا ومؤامرات الاستعمار والتخريب
فارس كمال محمد
للمقالة هدف منشود وتحليل ( متواضع ) لما يدور على صفحات الانترنيت الناطق بلغة العرب من دعوات ومناظرات وسباب وشتائم وقد تتعدى الى الركلات واللكمات بين من اعلن الحاده وتمرد على ربه وهجر دينه لعجزعقله في تقبل مسائل الايمان بالله تعالى على اسس وقواعد التفكير المنطقي الرصين ( على حسب ظنه ) وربما ابدى اشمئزازاً واستهجاناً ونكراناً لكل محمدة أو مأثرة يُثنى بها على الدين ، وبين من قبض على الايمان بشدّة القابض على جمرة ، ينافح عن الدين كما ينافح المظلوم ظالمه ، يناظر ويحاور ويجادل ويفحم بكل ما يراه حجة قاطعة وجوابا مسكّتاً وفكرة مقنعة ..
وقد يبدي البعض شجاعة نادرة في تخطي المقبول من مفردات الكلام والحركات ، ربما باعتبارها وسيلة ذكيّة لأسكات المقابل المتحرج ثم اجباره على الاشاحة بالوجه وتفادي سماع ما هو اقبح ..
ارجو ان اوفق في ذلك ..
وارجو قبول انحيازي الواضح
احقا ان تقدم الحضارة وتطور العلوم لا ينهضان في المجتمع الديني الذي يؤمن بالله رب العالمين وخالق الكون العظيم وباعث الانبياء والمرسلين يعلمون الناس ويهدونهم الى صراط مستقيم ومجتمع سليم وحضارة متقدمة يُحيون فيها مشاعر المحبة والائتلاف والتعاون والتضامن وإن اختلفوا بالاجناس والاديان ، فلا احقاد ولا تشدد ولا اقتتال ولاحروب ولا سفك دماء ولا خراب ولا دمار ..
قد يكون هذا حلماً جميلا ، واملاً وطيداً وانتظاراً بهيجاً ، انه الحال الجديرين به والصورة المشرفة التي تحلو بهم ، ويشهد عليه تلك المفاهيم العامة الدائرة بين الناس عن الايمان الذي لا يكتمل الا بحب الاخ لاخيه والجار لجاره ، وبامان الناس من لسانه ويده و بوائقه وان لا ينام وهو يعلم ان جاره جائع .. ،
لكن الذي قدموه على نقيض واختلاف فلا نراهم اليوم الا في تدهور وانحدار وانحطاط وخراب وموت حضاري وتدن اجتماعي وحروب ومعارك وتخلف وجهل انهم يموتون حضاريا ويتقهقرون ولا يتقدمون ، مستسلمون لا ينهضون ، متّكلون وعاجزون عن مواجهة التحديات ، يؤثرون اللهو واللعب ويمجون الجد في الامر والسعي والتحصيل ويرمون الحظ والنصيب بدعاوى الفشل والانكسار والاندثار ، انهم يقدمون للتاريخ صورة تبعث على التشاؤم والياس والالم
وهل حقا إن من شأن بُنى الدين ان تكبل العقول وتحبس النفوس وتزهق الارواح وتميت القلوب وتعجز الامال وتثبّط الهمم فلا ابداع في الافق يخفق ، ولا شجاعة في الصدور تثبت ، ولا همة عالية تدفع النفوس الى اقتحام المجهول من المسالك ، وتجربة المطروح من مشاريع التغيير والتطوير والبناء ، واستكشاف الجديد من الافكار .. ؟
فان على الشعوب المتطلعة الى الحال الافضل ان تنفض الغبار وتكسر القيود وتفك الاقفال وتنطلق بلا تردد لترتقي سلالم التطور الثقافي والتكنولوجي والحضاري ، لا خرافات فيها ولا اوهام .. ؟
انها دعوى مقامة لدى محكمة العقل ( المطلق ) يريد فيها دعات التطور المادي والتقني والحضاري وضع الدين في اقفاص الاتهام ، مع انها مرامي واضحة واهداف مشخصة ومقاصد مباشرة لدعوات الى التفكر والتدبّر وإعمال العقل في ظواهر الطبيعة والارض والسماء ..
يكفي امر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بدعوة طبيب يعالج مريضاً ولم يقل ارفعوا ايديكم الى السماء ..
وهل ان علماء الاحياء والفيزياء الساعون لايجاد اجوبة عن اصل الكون وما فيه هم ملاحدة اقحاح ، لايؤمنون باله خالق ولاعالم روحي ولا دين سماوي ولا جنان تنتظر الصالحين ونيران تلتهم الطالحين من الناس ..
فان بين العلم والدين حواجز لاتخترق ونفور لا عودة فيه وهما على طرفي طريق ممدود ان اقترب الواحد من احدهما زاد بعدا عن الاخر ..؟
وهل يصح ان يكون العقل حجة الملحدين لا المؤمنين ، صممته الطبيعة عبر مراحل التطور العجيب ليكون اداة يستعين بها الانسان في سعيه للسيطرة على المادة والطبيعة وتمكنه من التوافق والتكيف وحفظ الحياة والنوع ..
ام هو الدليل الامين الى طمانينة القلب وراحة النفس وثقةٍ برحمة الله رب العالمين وهو الاداة الصالحة التي اودعها الله الانسان يعمر بها الارض ويعبد خالقه ..
ان في صور الحياة البسيطة الغير المعقدة مخلوقات لم تكن بحاجة الى عقول متطورة وادمغة معقدة لما لها من قدرة فائقة على العيش في الاوساط الصعبة والحرارة العالية او المنخفضة بشكل لا يصدق والضغط العالى او الواطئ والوسط الكيمياوي الغير المحتمل والاشعاعات الذرية الفتاكة وان منها من عاد الى صورته الحية وواصل دبيبه بعد ان بقى مدفونا تحت اطمار الثلوج لالاف السنين ، الامر الذي يبعث المتأمّل الى التساؤل عن الجدوى والحكمة من تضحية هذه الموجودات بنفسها لتستبدل الذي هو ادنى صمودا ومقاومة بالذي هو اعلى قدرة وكفاءة في الحفاظ على دفقة الحياة نابضة لالاف السنين .
لقد كان (شوبنهور) و(برجسون) و(برنارد شو) وغيرهم مصيبين حينما امعنوا النظر في صور الحياة فلمحوا خيال قوة ( واعية أو لا واعية ) تدفع بالموجودات نحو اهداف ذات دلائل على القصد والتدبير ، بل هي عقل شقّ طريقه واعتلى العرش منفردا ، إن لم يكن يبغي الى تحطيم المادة وتحويلها الى ذرات عقل (مطلق ) ..
دفعت مملكتي النبات والحيوان على ما هما عليه من انفصال وافتراق لان يبتكرا سوية طريقة التزاوج بين فردين منفصلين ، الذكور والاناث ..
وماذا عن الجمال والتناسق حينما تسلّق السلم الذي ترتقيه الاحياء ووشّى وجوهها بازهى الالوان وصبّ اجسامها باجمل الهياكل ، اليس في هذه الرفقة دلالة على القوة الواعية التي قصدها اصحاب العقول الجبارة المذكورون ؟؟
ان للعقل تفسيرين احدهما ذاك الذي امتطى ظهر اول خلية حية (المونيرا ) ثم انتصب ، وصار موجودا وظَهر، ارتبط بالخلية هذه وعليها اعتمد ، ينمو بنموها ويتعقد ان تعقدت وتطورت ، فهو في نمو وتطور واكتمال ، مهما تقدم يبقى ناقصا لا يبلغ الكمال .
وكأنه الكرة التي تدفع بها حشرة الارض السوداء ( من الخنافس ) ..
اما الاخر فانه منحة الخالق للانسان ، به ينير طريقه ويعرف الحق ، وبه يدرك الايات وحكمة الرب في الخلق ، وبه يبني ويصنع ويطور ويبدع
ليس للملحد ان ينكر ان لاوليات العقل اسس لا تخضع للتجريب او الشك ، وان مجموع 1 الى 1 معلوم لا خطأ فيه ، والكل اكبر من الجزء وعلينا ان نلف و ندور لاثبات غير ذلك فهي مودعة في الرؤوس واوليات لا يتطرق اليها شك
العقل في ذاته لم ينضج نضجا ما بعده بعد ، فقد كُتب عليه ان يحسن الامساك بزمام الخلية الحية الاولى في رحلتها الطويلة نحو افاق التخصص والتطور والاكتمال ، وليس له ان يطلق احكاما لم تستوف شروط التثبت والتحقق ، بل ان عليه ان لا يطلق حكما ولا يطمئن لتجربة ، لكننا نفكر ونجرب ونصنع ونبني وننتج وننتهي الى قوانين وقناعات ومسلمات
فمن اين لنا اليقين بان الحديد بالحرارة يسخن وبالطرق يتمدد ونحن لم نخضع الحديد كله ( الموجود على الارض والموجود في اجواز الفضاء ) للتجربة ..؟
احكام آمنا بصدقها ولا ضامن لنا فيها الا ( عقل اودعه الله فينا سبحانه ) .. ؟
اليس اذن ان ما يشهده العالم الغربي وما ينعم به في ظل حضارة متقدمة و تكنولوجيا متقدمة قد شُيّد وفق تصاميم مبنية على اسس عقلية لم تقدمها لنا التجارب بل اوليات اودعها الله في العقل ( وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
يشهد العالم اليوم بزوغ نجم الالحاد متوسطا عنان السماء ، تتطلع اليه الانظار وتانس ببريقه قلوب المفتونين بتطبيقات العلوم وانجازات العلماء ، وله في بلداننا شباب مبهورون باضوائه اللامعة وهداياه المفرحة ، ويؤمنون بصحة دعوته ونبل غايته ونجاح وصاياه ، وليس ادل على ذلك من الانجازات العلمية والتقدم الحضاري والتطور التكنولوجي الذي يشهده الغرب ( حاضن الالحاد ) وما يمنّه علينا من عطاياه التي لولاها لبقينا ننام في الخيام ونمتطي صهوات الجياد
امّا في اوطاننا ، فكثير من مفكريها يرى ان دعوة الالحاد دعوة مغرضة ، تستبطن مؤامرة وتخفي اسرارا لو ادركها شبابنا لغيّروا مواقفهم ونصروا ربهم وتمسكوا بدينهم ..
وان جوهر المشكلة هو تاخر قاطرتنا الواضح عن اللحاق بمن قطع اشواطا كثيرة وآماد بعيدة بما يدفع الى مشاعر الاحباط والياس وفقدان الثقة بسلامة العيون ووضوح الرؤى وبنية العقل وفقدان الثقة بالدين ..
وكذلك فان من جوهر المشكلة الربط بين التقدم العلمي وعقلية الملحد الذي يرى العالم وفق قوانين قابلة للتجريب وكأن التقدم في العلوم والتطور في العمران ظواهر موقوفة ومرهونة بالتفكير الالحادي كما يرتهن الخِصب بالماء ، وكذلك الربط بين التخلف وعقلية المؤمن بالهٍ لايُرى بالعين وارواح واشباح تمشي بين الناس وملائكة تملأ اقطار السماوات ..
وهذا ربط غير لازم واستدلال زائف وخاطىء تكذبه التجارب وتشهد عليه الوقائع ، فان التقدم العلمي قد يحالف المؤمن كما يحالف الملحد ..
اما عن تاخرنا الذي يؤلم النفوس ويدمي القلوب ويقضّ المضاجع فله اسباب اخرى حددها اولئك المفكرون ، وعسى ان يوفق الله ساستنا الى ما يرأب الصدع ويصلح الحال ويعيد السفينة الى مسارها الصحيح .
للشك آلية في النفس ، متعلقة بكل طارىء يعرض للانسان واختيار بين اثنين ومجهول ماثل لاخبرة لنا به ..
وهو حالة صحيحة ما لم يتأزم ويشتد ليصير مرضا يلزم العلاج ..
ونحن نتساءل ان كان الخبر صادقا ام كاذبا وان كان الشخص الواقف امامنا صديقا محبا ام عدوا حاقدا ، وان كان اختيارنا صحيحا ام خاطئا ، وان كانت قناعاتنا موفقة ام خرقاء ..
قد يكون في الالحاد بعض من هذا الشك استفحل وتعاظم وران على القلب .
وقد تكون في الخواطر التي نحسبها وساوس شيطانية وما هي من الشيطان تكاد ان تزعزع اليقين وتحير العقل لكنها حركة عقلية غريزية يستوثق فيها سلامة الموقف ويضع قدمه على الارض ثابتة ، فهي بهذا الفعل (محض الايمان)
وللانبياء والرسل ( صلى الله عليهم وسلم ) مواقف فيها من الاشارات والدلائل التي تستدعي الانتباه والتفكر ، تلك التي كانوا فيها مع الله في تواصل ملك الروح والجوارح والنفوس والقلوب والفكر ، فسألوه ان يريهم كيف يحيى الموتى او ينظروا اليه لتطمئن قلوبهم وما في قلوبهم شك في وجوده وقدرته سبحانه ..
فهل ان من الاسئلة التي آرقت ابناءنا فراحوا يجدّون في البحث عن ادلة تثبت وجود الله سبحانه ، شيء من جنس حركة النفس وارتعاشة القلب ووثبة العقل السليم ، وشيء من الذي بان في طلب الانبياء صلى الله عليهم وسلم … ؟
ومن الذي يدعيه بعض مفكرينا ( وهم عادة ليسوا ممثلين رسميين عن المؤسسات الدينية بسبب الاعراض اللّازم عن اللغو ، وكذلك النأي بالنفس عن زج دعوة الايمان بما لا يليق بها ) ان تطورا كبيرا في اساليب الهجمة ، قد استهدفت الروح الصافية والقلوب المؤمنة والعقول السليمة والشباب البريء ..
خلطوا عليهم الافكار وبلبلوا العقول وزلزلوها زلزالا شديدا مسح الذكريات المخزنة في الراس وبدّل القناعات المستقرة في القلب فصار الدين عندهم حاضنة الارهاب وداعية التخلف وقاتل الرحمة بين البشر وخانق العقول ومكبل الحريات ومروج الخرافات التي تعمي العيون وتغط الرؤس في برك الاوهام ، ويصرفهم عن رؤية الواقع المعاش ويردهم الى الماضي المندثر ..
لا ابداع يعود بالفوائد ولا رأي سديد يهدي الى سبل النجاة والنجاح
وهم يرون ان هجمتهم ممنهجة وبخطة مدبرة ورعاية مؤسسات خارجية متمكنة لها من الدراية والمعرفة والامكانات الهائلة ما يبعث الى اطمئنان دعاتها واحساسهم بالثقة والاقتدار والتحصن من الاخطار حتى لو افتضح امرهم وكشف سرهم وتنبه لخطرهم المسؤولون على حفظ الامن والاستقرار في البلد ..
بل ويظنون ان الفوضى والاضطراب والاقتتال والخراب الذي يكاد يغطي بلدان منطقتنا اجمع انما بتدبير يسعى الى انصراف ساسة بلداننا عنهم وتجنيد الذي عندهم ليتداركوا المصير المرعب ويتجنبوا الاخطار المهلكة المحيقة ببلدانهم .
ملكوا وسائل اعلام مؤثرة ، مواقع اجتماعية تشد المتابع وتاسر قلبه ، محطات التلفزيون ومنصات المسارح وصفحات الجرائد ومؤلفات احاطوا بها الناس اينما التفتوا ، لقد درسوا الانسان واطباعه ورغباته وحاجاته واطماعه ومواطن قوّته وضعفه وثغرات يدخلون منها الى النفس واعماقها ، والعقول وآفاقها ، يسلبون الارادة ويجمدون العقول ويخدرون الضمائر .. فيضحون هم الامل المرتجى والثقة العالية والخبر المقبول بلا تردد
الحرب النفسية لعبتهم والتشويه والتشهير مهنتهم ومحاوطة الخصم والجام فمه وشل يده غايتهم ..
يجوبون مواقع النشر ( منها الانترنيت ) يبحثون عن (اليرقات ) فيتابعونها ويرصدون انتاجها وتطورها ولا يفلت منهم الا من سار معهم ووافق امرهم او مات دونهم هذا ما فهمناه منهم وان لم يصرحوا به نصاً
لا نعدو الصواب إن رأينا ان في الموقف هذا كثيراً من المبالغة ومجانبة الحق ، فليس كل من اعلن عن الحاده وجاهر به سيء الطوية وخبيث النفس وعميل للغير وحصان طروادة تتسلل من خلاله قوى تروج لدعوات تهدف الى هدم البناء الحضاري كله من اسسه وقواعده حتى عمود السارية وعَلَمه ، ففي تمردهم روح ثائرة رافضة لمظاهر التخلف والانهيار وتطلع لمعاودة النهوض والمسير والاخذ باسباب التقدم والعلم والنجاح في بناء مجتمع سعيد وحضارة متقدمة ، ووجه الاختلاف هو نكرانهم لروح المجتمع الاسلامي وتراثه وتاريخه ونكرانهم لله رب العالمين وانتهاج مسيرة تخدم النوايا المبيتة والاهداف القاتلة التي لولاها لهان امر الحوار معهم ، يرى مفكرون ( لايلبسون الطرابيش والعمائم ) ان في الامر جهل مركب وتعتيم مفتعل غطّى على صور حضارة العرب ايام نهضتهم وان في الساحة الفكرية ما يكشف عن هذا اللبس وان من مفكري الغرب والمستشرقين من اشاد بها وبدورها العظيم حينما نام الغرب واستيقظ العرب وحفظوا التراث الحضاري وا ضافوا عليه من عندهم وردوا للغرب الذي ناموا دونه وزيادة ، ان منهم ( المستشرقين ) من آلمه طرد العرب من الاندلس وراى انهم لو بقوا لكان حال الغرب احسن واكثر رقيا ، وآخر راى ان تفوق العرب وظهورهم على الغرب لم يكن بقوة السلاح والعتاد بل بحسن السلوك ورقي حضارتهم ولمفكرينا دراسات ومناضرا ت سلطت الاضواء على التاريخ والمنجزات ودراسات المستشرقين ،افاضوا فيها واستطردوا وافحموا المدعين منهم وردوا شكوكهم ، لكننا اليوم نجادل ونناقش دون وعي بها ولا معرفة ، والفكرة العامة عندنا التي منها ننطلق ، ان كل ماهو عائد الى ماضينا واعرافنا وطقوسنا مرفوض ومستقبح وان التمرد عليهم والخروج من دائرتهم اولى واجدر ..
واعلامنا قد طاله التقصير والعجز ، وما نراه صورتين ..
في احداهما تخلف وتدهور واقتتال وخراب وحروب ودمار ووجوه منهكة ونفوس حاقدة ومتعبة ، فهي متلازمة الايمان والدين ، اما الاخرى ففيها الرقي الحضاري والتطور التقني والسمو الفكري ومظاهر السعادة بين الناس ، لقد اعاد على اسماعنا احد اعلام الالحاد في اوساطنا اليوم – والالم يعتصر قلبه – كيف ان تصنيفا عرقياً وضع العرب في درجة هي الاقرب الى درجات الحيوان .
ان من الشريحة هذه مفكرين يابون ان يكونوا ادوات شطرنج تحركها عقول مغرضة ترمي الى كسر الحلقات التي تربطهم بالمجتع وعاداته والاطاحة بالثقة والايمان بالله والدين واستبعاد الامل في ان يعنّ لهم ما يعيدهم الى ما آمنوا به ولو بشيء من التطوير ، لا هم لهم بمتاع قليل ولا شهرة ومكانة مرموقة بين الناس ، وان جاءت اليهم فلانهم كفؤٌ لها وجديرون بها ، ربما صرحوا بالحادهم او اخفوه ، لكنهم يفخرون بما في سريرتهم من الاخلاص والصدق وجدّهم في البحث النزيه عما يرضي عقولهم ويطمئن نفوسهم ، و هؤلاء من جنس بناة الحضارة الصادقين سؤاء كانوا على ايمان او الحاد ، ومن جنس المبدعين والمخترعين والمكتشفين ، ومن الذين اذا مروا بغيرهم رثوا لحالهم وانكروا عليهم فعلهم
وعلى العكس منهم ، اولئك الذين لا همّ لهم ان كان الله ( تعالى ) موجودا او غير موجود ، وكل الذي يبغونه متعة الدنيا وما يؤمنها من المال ..
ولا مانع لهم من تقديم خدماتهم واستعمال قدراتهم في اي جانب او اتجاه ، يسخرون ويضحكون ويرسمون وينحتون ويقفون على خشبات المسارح ويكتبون القصص وينظمون الاشعار (( مع الاحترام والتقدير والاعتذار لكل اديب وفنان )) ..
وهؤلاء هم الطامة الكبرى ولا ادري ان كانوا هم ممن أُطلق عليم اسم ( كلاب المجتمع السائبة )
فارس كمال محمد