المعلمة فوزيه البقمي .. الى ابنتي المعلمة فوزيه البقمي
الى ابنتي المعلمة فوزيه البقمي
نحن لا نبكي عليهم و خلفهم …دما!
لان الله لم يخلق في أعيننا ….مجرى للدم ِ !
وانا اكتب …يتصور لي وجه/ المعلمة فوزيه ..فأنا لا اعرف ملامح وجه فوزيه
لكن …يتصور لي …ارتعاش قلب والدتها صبرا… وانشطار قلب والدها حزنا عليها !
وأنا أكتب الآن يتصور لي وجوه احبتها.. وأعين بكتها …وقلوب فقدتها !
انا لا اعرف فوزيه ….لكني اعرف الموت جيدا
انا لا اعرف فوزيه….. لكني اعرف رعب الفراق جيدا
انا لا اعرف فوزيه….. لكني اعرف مرارة الفقد جيدا
انا لا اعرف فوزيه…. لكني اعرف طقوس ما بعد الرحيل جيدا
اعرف كيف يذبح فراغ الامكنة …اعرف كيف ينحر عطر البقايا!
اعرف كيف تعود الحياة في بقاياهم بعدهم ..اعرف كيف تستيقظ في ذاكرتنا ايامهم !
اعرف كيف تصحو في أعيننا صورهم ..اعرف كيف يعبث بنا الحنين اليهم !
اعرف كيف يأتي صباح العيد الأول بعد رحيلهم ..أعرف كيف يهل هلال رمضان الأول لغيابهم!
أعرف كيف تأتي الليالي مثقلة بتفاصيلهم ..أعرف كيف يتوقف دوران الأرض بعدهم ..!
اعرف كيف تعترض بقاياهم دروب نسيانهم …و كانها تتحدى مقدرتنا على الوقوف
بعد سقوط حجر الفراق على ظهورنا !
اعرف عن الموت الكثير الكثير …وأعرف كيف يموت الاحياء خلف الاموات بلا موت !
آه لو تعلم !
الصدمة الكبرى ..ليس نبأ موتها ولا هو السير خلف جثمانها .ولاهو الصلاة مع المصلين عليها !
الصدمة . تبدأ بعد انقضاء قدر الموت بعد انتهاء مراسيم العزاء …. وفض الجمع !
الصدمه …فراغ الأمكنة بعدها !
فراغ سريرها …,,..برودة ملابسها ,,,, فراغ حذائها… …يُتم ابنائها …!!
بكاء حقيبتها … كتبها … دفاترها…مكتبه ..رفيقاتها..!!
شقاوتها ..ضحكتها ..انفاسها…صوتها ..صورها.. واشياء كثيره كرنة هاتفها !
..بقلم / هياء عبدالله البقمي