الجهاد الشرعي والجهاد البدعي . الرسالة المختصرة في الفرق بين الجهاد البدعي والجهاد الشرعي
إعداد يزن الغانم أبو قتيبة.
إعداد : يزن الغانم أبو قتيبة.
بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه ومن والاه :
◽ – إن الجهاد من أعظم أبواب الخير وهو ذروة سنام الإسلام ، وأهله هم من خيرة عباد الله ، ومن حزبه المفلحين ، وفضل الجهاد والمجاهدين مما يطول ذكره.
◽- وليس المقصود من هذه الرسالة بيان فضل الجهاد والمجاهدين، ولكن بيان الجهاد البدعي من الجهاد الشرعي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻣﻔﺮﻗﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﻋﻲ :
( ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻤﻠﻮﺀﺍﻥ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﻋﻲﺟﻬﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻛﺠﻬﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻛﺎﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ).ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﻨﺎﺋﻲ( ص، ٢٠٢).
وللجهاد البدعي جهاد خوارج زماننا سمات وعلامات منها :
◽- خروجهم في باب الجهاد عن فتاوى العلماء، وأخذهم برأي السفهاء، إذ الجهاد ليس فوضى بل هو باب من أبواب الفقه له ضوابطه وشروطه، ومرد ذلك إلى العلماء.
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦِ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :-
( ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺑﺮﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺧﺒﺮﺓ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺮﺃﻳﻬﻢ ﻭﻻ ﺑﺮﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺧﺒﺮﺓ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ).
ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ (ص، ١٦٩).
◽- المفهوم الصحيح للجهاد كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وكلام الفقهاء أنه وسيلة وليس غاية،خلافاً لأهل الغلو، من جعله غاية،وهذا ظاهر فيهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : رحمه الله تعالى ( ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻣﻦ ﺩﻓﻊ ﻣﺎ ﻳﺒﻐﻀﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ
ﻭﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ). ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ( ١٩٣،١٩٢/١٠).
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ:رحمه الله تعالى :
( ﻭَﻭُﺟُﻮﺏُ ﺍﻟْﺠِﻬَﺎﺩِ ﻭُﺟُﻮﺏُ ﺍﻟْﻮَﺳَﺎﺋِﻞِ ﻟَﺎ ﺍﻟْﻤَﻘَﺎﺻِﺪِ، ﺇﺫَﺍ ﺍﻟْﻤَﻘْﺼُﻮﺩُ ﺑِﺎﻟْﻘِﺘَﺎﻝِ ﺇﻧَّﻤَﺎ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻬِﺪَﺍﻳَﺔُ ﻭَﻣَﺎ ﺳِﻮَﺍﻫَﺎ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺸَّﻬَﺎﺩَﺓِ، ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻗَﺘْﻞُ ﺍﻟْﻜُﻔَّﺎﺭِ ﻓَﻠَﻴْﺲَ ﺑِﻤَﻘْﺼُﻮﺩٍ ﺣَﺘَّﻰ ﻟَﻮْ ﺃَﻣْﻜَﻦَ ﺍﻟْﻬِﺪَﺍﻳَﺔِ ﺑِﺈِﻗَﺎﻣَﺔِ ﺍﻟﺪَّﻟِﻴﻞِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺟِﻬَﺎﺩٍ ﻛَﺎﻥَ ﺃَﻭْﻟَﻰ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺠِﻬَﺎﺩِ ). ﻣﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ.(٦/٩).
◽- عدم إعدادهم للجهاد، من الإعداد المادي والإيماني، وبدون ذلك لن نستطيع مواجهة الأعداء.
قال العلامة ابن عثيمين :رحمه الله تعالى
( فالواجب على المسلمين أن يعدوا ما استطاعوا من قوة وأولها: الإيمان والتقوى. ثم يلي قوة الإيمان والتقوى، أن يتسلح المسلمون ويتعلموا كما تعلم غيرهم؛ لكن المسلمين لم يقوموا بما عليهم ).
مجموع الفتاوى( ٣١٠/١٥).
◽- قولهم بوجوب مجاهدت جميع كفار العالم، بدون النظر إلى شرط الإستطاعة، في أنفسهم وفي المسلمين، مخالفين بذلك قول الله تعالى:( فاتقوا الله ما استطعتم ).
وواجب الجهاد لا يخرج عن هذه الآية.
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
( ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺄﺭﺽ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻀﻌﻒ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺘﻀﻌﻒ، ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻋﻤﻦ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺂﻳﺔ ﻗﺘﺎﻝ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺑﺂﻳﺔ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻮﺍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻋﻦ ﻳﺪ ﻭﻫﻢ ﺻﺎﻏﺮﻭﻥ). ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻝ ( ص،٢٢١).
◽- أنهم بجهادهم المزعوم، يستجلبون اعداء الله الذين لا قدرة لهم على قتالهم،فيصير الفساد والكفر أضعاف أضعاف ما كان، وهذا هو واقعهم الذي لا يعتبرون من عواقبه المتكررة عليهم وعلى المسلمين.
◽- ثمرة جهادهم البدعي ،أنهم ما جرّوا على الإسلام والمسلمين إلا الوبال والدمار.
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى :
( وغاية هؤلاء ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳُﻐﻠﺒﻮﺍ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳَﻐﻠﺒﻮﺍ ﺛﻢ ﻳﺰﻭﻝ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ . . *ﻓﻼ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺩﻳﻨﺎً ﻭﻻ ﺃﺑﻘﻮﺍ ﺩﻧﻴﺎ )*. ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ( ٥٢٨/٤).
وقال :ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى :
ﻭﻫﺆﻻﺀ – ﺃﻱ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ – ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ ﻷﻥ *ﻣﻌﻬﻢ ﺩﻳﻨﺎ ﻓﺎﺳﺪﺍ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺁﺧﺮﺓ.* مجموع الفتاوى( ٣٢/١٩).
هذا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إعداد الفقر إلى عفو ربه.
يزن الغانم أبو قتيبة.