يوميات محامي خاطرة قصيرة للكاتب المحامي راشد المصاروة ، من واقع العمل القانوني والقضاء، صورة في كلمات موجزة
يوميات محامي
المحامي راشد المصاروه
استطاع أن يعيد النظر في الاشياء بعد أن خانته الذاكره في الزاوية اليسرى من الغرفة
كان يرصد كل ما يتحدثون به في محضر الذاكره ليكن ذكرى لرواية قد يكتبها لاحقا
اظنه قد خدع حقا بالحكم عليهم قبل أن يحادثهم فقد كانو يقيمون مراسم حداد داخل أرواحهم بلباسهم الاسود
حتى أن نبرة أصواتهم اختلفت بعدما خرجوا من تلك الغرفة
إعتقد بانهم يٌبدلون حبالهم الصوتيه عند حديثهم مع كل شخص،
كانو مشبعين بكبرياء المهنة وعنفوان النفس الى حد التواضع ،
لم يجد في أحد منهم شيء من الأنانية او المؤامرة على الآخر،
كان كلن منهم يرتدي همّ موكلية بأناقة،
أحدهم صوته صاخب في الجلسة يريد إعادة الحق إلى اصحابه
واخر يطالع ما تم تعديلة من قوانيين واخر عاد إلى الغرفة ذاتها وبدأ باحتساء القهوة مع محبوبته (سيجارته ) متفائل بيوم جميل
واخر يسمى (الحاجب) صوته ملىء المكان وهو ينادي
لكنني شعرت بالحزن داخله أنه يأسٌ من حياته الى حد اللامبالاة ؛
يقول كنت خائف من أن اتأقلم معهم في ظل الهيبة التي يراها في وجوههم
إلا أنني عزمت على اكتشافهم واحد تلو الآخر
وما كان بي إلا أن انحيت لهم اجلالا واحتراما
كانو مثلنا تماماً إلا أن كلا منهم له في قلبه غصة حتى وإن كانت ابتسامته عدوى سريعة الانتشار ؛
يقول حينها انتابني شعور بالانتماء إلى هذا المكان
أصبح بيتي الثاني وهم اخوتي
لقد تخليت تماما عن تشاؤمي عند دخوله اتعلم ماذا؟
لقد تحليت بالتفاؤل مجددا ،، ولدت من جديد وأحببت الحياه حقا،
فقد كان عليّ أن اتخذَ قراراً بالمجازفة منذ البداية وان اشطب من معجمي الاستسلام بكل معانيه..
المحامي راشد المصاروه