من أنا؟ خاطرة للكاتبة حنان بوشلاغم تتضمن تساؤلات حائرة ، وتختمها بتذكير النفس باستعلاء المؤمن بعلاقته بربه
من أنا؟
حنان بوشلاغم
سؤال لطالما تمنيت أن أجد له إجابة مقنعة ومحددة،
تعبت وأنا أغوص في ذاتي لعلي أكتشف حقيقة نفسي،
فقد غابت عني نفسي،
لم أعد أعرف ما الدور الحقيقي الذي يعكس شخصيتي،
هل أنا التي تبتسم دائما عندما تلتقي بأشخاص تعرفهم؟
أم أنا التي تحمل وجع في داخلها تريد الصراخ،
ولكن لا جدوى من ذلك لأنني أعلم يقين بأنه لن يسمعني ولن يفهمني أحد،
أم أنا التي يتصورها بالبعض بالشخصية الحكيمة،
اللطيفة المتفائلة دائما والبشوشة،
أم أنا عكس تلك الشخصية التي يرها البعض أي بأني معقدة، لماذا؟
لأني لم أدخل في علاقة جدية لحد اليوم مع أني قد كبرت في العمر كما يعتقد الآخرين،
والسبب في رأيهم لأني أنانية ومتعجرفة وتحب ذاتها ولا تقتنع بالقليل لأنها دائما تريد المزيد،
ولكن لا أحد يتصور بأن عدم ارتباطي ما هو إلا قضية “قضاء وقدر” وليس له علاقة بطبيعة شخصية التي لم تمكني من الظفر بفارس الأحلام.
أصبحت حياتي مسرحية من إخراج ذاتي،
أقوم بتقمص العديد من الأدوار حسب الموقف الذي أوضع فيه،
وأرتدي لباس يليق بتلك المناسبة،
محاولة إرضاء البشر لأني وجدت بأنهم يهتمون فقط بالمظاهر لا بطبيعة الشخصية،
حتى أصبحت كل ليلية قبل ان أنام اسأل نفسي من أنا؟
ومتى أصبحت بارعة في التمثيل
ولكم أحتج إلى دروس في إتقان هذا الفن الذي تعلمته من خلال المواقف التي واجهتها في حياتي؟
دائما أحلم بان استيقظ في اليوم الموالي وأجد نفسي في جزيرة مهجورة فيها أنا فقط مع سجادة ومصحف،
أتمنى أن أبقى وحدي وأكتشف حقيقة ذاتي لأني لم أعرف من أكون،
وكرهت هذه الشخصية المزيفة.
متأكدة فقط بأن في حياتي علاقة واحدة هي الحقيقية ولا تحتاج لتمثيل لأنها علاقة عفوية،
وهي علاقتي بربي،
لا أحتاج لأن أمثل أي دور لأني متأكدة بأنه يعرف حقيقة ذاتي وبأنه الأقرب إلي حتى من نفسي،
التي تخونني في بعض الأحيان،
ومع ذالك ما أزال أبحث عن حقيقة ذاتي،
فمن أنا فقد غابت عن نفسي؟
من أنــا. أعوذ بالله من كلمة أنا. أنا إنسان مع نفسي قبل لا أكون معكم إنسان لي مبدأ بالحياة ولي نظرة تحكم قناعاتي أحاسيسي حقيقة ثابتة