Site icon حديقة المقالات

سجينة الحرية

سجينة الحرية مقال للكاتبة صليحة حمودي. كل شيء ممنوع هنا كل شيء دون إستثناء ، لكم العيش و فقط القانون بيدنا ، أنتم لنا عبيد و نحن لكم أسياد ، حد ممنوع التجاوز ألا و هي كلمة حرية بالحرية تقمعون..

كنا نجلس في المنزل قبل أن نسمع دقات قوية على الباب ،

كل شيء توقف في تلك اللحظة أردنا أن نلملم كل دليل إدانة ضدنا و لكن عجزنا فقد كسر الباب و في ثواني إمتلىء المنزل بأصحاب الخوذ الخضراء ،

قلوبنا تدق بسرعة لا شيء يسمع إلا قطرات العرق التي تتدفق من جبيننا ،

فجأة دخل شخص يلبس قميص أبيض و يحمل في يده جهاز لاسيلكي إقترب مني ببطيء و رفع رأسي بقوة و هو يصرخ :

تخالفون القانون ، متمردون أتظنون أنكم ستفلتون من العقاب

و قهقة بقوة و صرخ خذوهم جميعهم و فتشوا المنزل أريد كل الوثائق الموجودة هنا

رغم مقاومتنا ، قوتنا لم تكفي فقد إنهالوا علينا بالضرب بتلك العصي ،

بعد أن جرونا بقوة إلى تلك السيارة رمونا فوق بعضنا البعض كالحيونات ،

كان الطريق طويلا جدا حين وصلنا إلى الوجهة التي يريدون أن يعاقبوا بها أفكارنا ،

غطوا أعيينا ربما أن يخفوا عما يدور في هذا المكان أكثر أمانا بالنسبة لهم لأننا نمثل القوة العظمى التي لا تهزم فحتى لو حبسونا مئة عام ما نراه يجب أن يخرج العالم يوما ما..

كنت أنا و أربع أصدقاء و لكن حين صرخ الحارس هناك صرخ بإسمي فقط هنا خطوت خطوتي الأولى ليسحبني شخص ،

شعرت أنه يدخلني لغرفة دفعني بقوة و سمعته يعبد سيده بكلماته :  

أسفة سيدي على الإزعاج و لكن لقد وصلت المجموعة و هذه الفتاة المطلوبة

إبتسمت حين سمعته يرتجف خوفا منه ، فتحت عيناي ليقابلني سيدهم ،

ظل ينظر لي مطولا قبل أن يطلب من الخادم أن يأخذني لغرفة التحقيق كانت غرفة فارغة فيها طاولة أعلاها مقبض ليضعوا فيه الأغلال التي تقيد المسجون و هكذا جلس و قابلني :

مر وقت طويل و نحن نبحث عنك :  

متمردة ، مخالفة للقانون و أيضا تقودين غيرك لمخالفة القانون..

متمردة فكريا ، أخالف قانون ليس دستوريا فأنا لا اعبد البشر و لا أقود غيري ، غيري من يدرك كل من معي وصل للحد الأعلى من الوعي هم فقط يدركون أنكم كاذبون و أنكم مجرد كلاب سائبة يسيركم حيوان أكبر منكم

أول صفعة أتلقاها رجولة تسمح لهم بتعنيف سجين و سجين أنثى ؟

تظن أن صفعتك ستصمتني ، مخطيء ما تلقيته من دولتكم أعظم من هذا..

تقمعون كل شاب يفكر بوعي و يصل الى الحقيقة و حين يخرج و يطرح رأيه علنا ، تكسرون صوته ، تحبسونه , لو طرحت سؤال ما هو جرمي !

ما سبب وجودي هنا لست خائفة من العقاب و لن أخاف فخوفي الوحيد هو أن أعيش صامتة في دولة تحكمها أنت و أمثالك ..

جرمك ان تفكرين بشكل أكثر من اللازم ، إذا أردت حريتك هنا يجب أن تصمتي , يجب أن تعيشي كما يعيش غيرك لا تسألي و لا تطرحي أفكارك لا تقسمي و لا تجمعي لا تخوضي في شيء تعجزين عن تجاوزه ،

كل شيء ممنوع هنا كل شيء دون إستثناء ، لكم العيش و فقط القانون بيدنا ، أنتم لنا عبيد و نحن لكم أسياد ، حد ممنوع التجاوز ألا و هي كلمة حرية بالحرية تقمعون..

تقمعون تستعملون القوة لأن فكركم عجز عن مواجهة ما تحمله عقولنا أنتم تحبسونني الأن و لكن تعلمون أن هذه الأرض ستنجب ألف فتاة مثلي ،

سيأتي يوما و أنتم من ستصبحون تهربون مثل الفئران هذا الجيل سيحطم الديكتاتورية التي تمارسونها
قهقهة و أصابته نوبة ضحك بعدها ردد كلماته :

من ينتهي ، اليوم أنتهى أنا يرثني إبني لا يوجد نهاية للفساد نحن القوة الوحيدة هنا ، أنتم مجرد شعب في دولة أنتم مجرد دمى تحرككم الخطابات ،

و تغريكم الأحزاب ، تصدقون القوانين التي يقال أنها في مصلحة الشعب ، أنتم نكرات فقط نحن نتحكم بالصحافة ، بالإعلام كل شيء في هذا الوطن قائم على المال و لا شيء بعده ربما طموحك ،

ربما قيل لك أنك ستنجين بعد كل ما فعلته من فوضي ربما خدعوك لأن كل من دخل هذه الغرفة لم يخرج منها لهذا تظنون أن المنادات بالحرية أمر سهل ، الدولة نسيرها نحن و أمثالنا ، أمثالك المنفى طريقهم ،

أنتم مجرد شهادات ميلاد تليها وفاة في برنامج في مركز البلدية ، نحتاجكم فقط لتعبئة الدولة فأنتم جدارنا الذي يحمينا تضحون ليستمر الفساد و أنت الضحية التالية إبتسمي إنها النهاية..

حملت مسدسا و وجهته على رأسها قبل أن أطلق النار ، أربع طلقات نارية خرجت من غرف مختلفة و أخر رصاصة إستقرت في جمجمة أنثى أخرى تحلم بالحرية…

Exit mobile version