وحي القبور للأديب مصطفى صادق الرافعي
وحي القبور للأديب مصطفى صادق الرافعي ذهبتُ في صبُح يوم عيد الفطر أحملُ نفسي بنفسي إلى المقبَرَة، وقد مات لي من الخواطر مَوْتَى لا مَيِّتٌ واحد؛ فكنت أمشي وفيَّ جنازةٌ بمُشَيِّعيها؛ من فكر يَحملُ فكراً، وخاطر يتبع خاطراً، ومعنىً يَبكي، ومعنىً يُبكَي عليه. وكذلك دأبي كلما انحدرتُ في هذه الطريق إلى غير ذلك المكان الذي تأتيه العيون بدموعها، وتمشي إليه النفوس بأحزانها، وتجيء فيه القلوب…