الفطرة تَشمئز من الحرام (آية عجيبة) للدكتور عبد الحميد بنعلي ، في المقال مقارنة بين الحلال والحرام وتوافق ما أحل الله مع فطرة البشر ، جاء المقال في ٣٩٩ كلمة و ٢٧ فقرة يستغرق للقراءة الصامتة ثلاث دقائق ، تكرر فيه عبارات ( الحرام ، المال ، البر ، الرحمة ، الفطرة ، والسرور )
الفطرة تَشمئز من الحرام (آية عجيبة) للدكتور عبد الحميد بنعلي
حنان الزوجين بالمولود
1- تأمل حنان الزوجين وعطفهما وفرحهما بالمولود الجديد تجده قمة في الرحمة والإنسانية والسرور والحبور،
والأب يكون مستعدا – ولو كان أجبن خلق الله – أن يغامر بحياته من أجل هذا المولود، وكذلك الأم.
ولكن حين يكون نفس هذا المولود من زنا؛ فإن تلك الأم الحانية الشفوقة لا تتردد في خنقه، أو إلقائه في اقرب مطرح للنفايات أو ترميه للكلاب،
وقد تلقيه في المجرى وتصب عليه المياه!، أما أبوه من الزنا فإنه يتنكر لتلك الزانية،
ويدعي أنه لا يعرفها قط، وربما غير مسكنه وبلده وولى مدبرا ولم يعقب.
ونحن نتساءل: أين هو ذلك الحنان والعطف والرحمة والفرح والسرور ؟ أين اختفى ؟
والجواب: أن الفطرة لا تتقبل الحرام ولا تطمئن إليه.
واعلم أن بعض الأغبياء يرى أن سبب انعدام الرحمة عند الزاني والزانية هو نظرة المجتمع،
وهذا تحليل ينادي بغباء صاحبه ومكابرته للواقع، فإن هذا شيء لا يخص المسلمين والمجتمعات المسلمة،
بل هو عام عند كل بني آدم، فإنهم بحكم الفطرة يميزون بين ابناء الحرام وأبناء الحلال،
ولذلك يتم التخلص منهم في أغلب الأحيان إما بالإجهاض وإما بتركهم في المشافي أو دفعهم لمراكز رعاية الطفولة.
المال الحرام
2- المال الحرام، حب المال مركوز في فطرة بني آدم {وتحبون المال حبا جما}
ولكن حين يتم تحصيل المال بطرق غير مشروعة مثل التدليس والغش والكذب والنصب والاحتيال والغصب،
فإن صاحب هذا المال لا يفرح به أبدا، ويراه دائما وصمة عار وشاهدا على مكره وقبح صنيعه،
وهو يتحسر عليه كلما رآه، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر، واسألوا المرتشين ينبؤوكم بها.
الكذب
3- الكذب، مع تحقيقه لكثير من المآرب وتمكن صاحبه من خداع الآخرين به،
ولكنه يظل باعثا على اللوم والشعور بالحقارة والدونية والخسة واللؤم،
وهذا بخلاف الصدق فإنه ولو كان مضرا بصاحبه في بعض الأحيان لكنه يبعثه على الفخر ويوجب على الآخرين احترامه وتقديره والاعتراف بشهامته.
والحقيقة أن المحرمات والآثام كلها توقع في الحرج، وتوجب مقت الإنسان لنفسه،
ولا فرق في ذلك بين مؤمن وكافر ولا بين بر وفاجر،
وإنما تطئمن النفس إلى البر الذي يعني جماع الخير وتنزعج مما يضاده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن البر والإثم:
“استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك”،
وقال الله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة} سماها لوامة لكونها تلوم صاحبها على الحرام وارتكاب الآثام.
#عبد_الحميد_بنعلي .
نهاية مقال الفطرة تَشمئز من الحرام
اقرأ مقالات وبحوث إسلامية على موقع الثقافة الإسلامية